أنا شاب لا أصلي في المسجد، وذلك بدون عذر فما الحكم؟ وهل صلاتي مقبولة؟
الجواب
لا أدري كيف فتح الله عليك حتى تركت الصلاة في المسجد بلا عذر، وما هو عذرك؟ هذا يحتاج إلا أن تراجع نفسك مع الله عز وجل، وتراجع إيمانك؛ فإنه أصابك باقة من النفاق دخلت إلى صميم قلبك، يقول ابن مسعود رضي الله عنه كما في صحيح مسلم:[[إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد فرض لكم سنن الهدى، وإن الصلاة من سنن الهدى، ولقد رأيتنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان يؤتى بالرجل فيهادى به بين الرجلين حتى يقام في الصف]] فأي عذر لك؟! وإنما عذرك هو مرض خطير دب إلى قلبك وهو النفاق، فعليك أن تتقي الله وتدعوه أن يزيله من قلبك، فمن تخلف عن الجماعة بلا عذر فهو منافق، والحديث الذي في الترمذي في سنده نظر:{من رأيتموه يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان} وأحاديث أخرى لو اجتمعت لكونت قاعدة وهي:
إن من علامة إيمان المؤمن المحافظة على الصلوات الخمس.
سبحان الله! وجد عند طبقة من السلف كـ عامر بن عبد الله بن الزبير كان يقول كل صباح:[[اللهم إني أسألك الميتة الحسنة، اللهم إني أسألك الميتة الحسنة، قالوا: ما هي الميتة الحسنة؟ قال: أن يتوفاني الله وأنا ساجد]] وحضرته سكرات الموت، وأذن لصلاة المغرب فقال لأبنائه وهو في سياق الموت: احملوني إلى المسجد لأصلي، قالوا: عذرك الله أنت في مرض وفي سكرات الموت، قال: أسمع حي على الصلاة، حي على الفلاح ثم أموت وولا أحضر المسجد لا والله -كان من العباد الكبار كما ذكره ابن الجوزي والذهبي - فحملوه على الأكتاف، فلما صلى صلاة المغرب علم الله صدقه وإخلاصه سجد السجدة الأخيرة فقبض الله روحه وهو ساجد، {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ}[محمد:٢١]{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}[العنكبوت:٦٩] محمد إقبال يصف الشبيبة الإسلامية الجيل الأول الذين رفعوا لا إله إلا الله يقول فيهم: إنهم إذا حضرت المعركة وأقيمت الصلاة تركوا كل شيء حتى العدو وهو صاف لهم، وأتوا إلى الصلاة يقول:
نحن الذين إذا دعوا لصلاتهم والحرب تسقي الأرض جاماً أحمرا
جعلوا الوجوه إلى الحجاز فكبروا في مسمع الروح الأمين فكبرا