الثمرة التاسعة: ظهور كثير من المنافقين من مرتزقي الأفكار ومحترفي الأزمات، الأمة تعيش أزمة وصراعاً وحرباً وتجد بعض الناس يشتغل بقضايا لا تمس للمعركة بمسيس، ولا تتصل الأزمة بصلة قضايا جانبية، إما طعناً في الدعاة، أو طلباً يناقض الدين، أو خروجاً بمقالات، أو بقصائد معارضة للكتاب والسنة، فأظهر الله حقيقته للناس، ولو كان هناك العافية ما ظهر هؤلاء, فإن السلف يقولون: في العافية يتساوى الناس وفي البلاء يتميز هذا من هذا، وقال سفيان الثوري:[[إذا أقبلت الفتنة لا يعرفها إلا العلماء، وإذا أدبرت عرفها العالم والجاهل]] وهذا أمر معلوم، فإنه لما أقبلت الفتنة, عرفها المؤمنون ولم يعرفها السفهاء المنافقون، فلما أدبرت عرف الجميع الفتنة ولكن ما نفعهم:{آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}[يونس:٩١] يتعجب الإنسان أن تعيش الأمة أزمة وتواجه مليون بعثي مسلح ويأتي بعض الناس يشكك في الحجاب ويطالب المرأة أن تترك الحجاب -هذا وقت مباحثة الحجاب- لكنه يظن أن العلم الشرعي سوف يضعف وسوف تشتغل الأمة ببعض القضايا فوجد مكاناً خصباً ليثير هذه المسألة إلى غير ذلك من القضايا.