للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الثالث: القتال لتكون راية الله هي العليا]

نحن حقيقة لا نقاتل من أجل وطنية، والوطنية نزعة شركية تعبد من دون الله، وإلا فوطني كل أرض ذكر فيها اسم الله، كابول وطني صنعاء وطني، بغداد وطني، الكويت وطني الجزيرة وطني:

في الشام أهلي وبغداد الهوى وأنا بـ الرقمتين وبـ الفسطاط جيراني

وأينما ذكر اسم الله في وطن عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني

لم يكن لنا حدود يوم ملكنا الدنيا، كان عمر في المدينة يحكم اثنتين وعشرين دولة، وكان هارون الرشيد يحكم ثلاثة أرباع آسيا، وكان المعتصم يهدد حدود بلغاريا الآن.

كان من طموحات عمر بن عبد العزيز، أن يفتح ما وراء سيحون وجيحون، لماذا؟ حتى تطبق لا إله إلا الله في الكرة الأرضية.

لأن هؤلاء الحشرات إما يحرقون أو إلى النفايات، لأن الأرض من خلقها؟ الله، ومن خلق الذي عليها؟ الله.

وماذا يريد الله من الخليقة؟ {وَأَنِ اعْبُدُونِي} [يس:٦١] لا إله إلا الله، نريد أن ترسخ في قلوب الناس.

جاء رجل كما في الصحيحين إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: {يا رسول الله! الرجل يقاتل رياء، ويقاتل سمعة، ويقاتل شجاعة، ويقاتل ليرى مكانه، أي ذلك في سبيل الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله} أتقاتل من أجل أمتار من الأرض، أو سيارة، أو منصب.

ألا بلغ الله الحمى من يريده وبلغ أكناف الحمى من يريدها

قتل أحد الناس في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام فقال الصحابة: هنيئاً له الجنة يا رسول الله! قال صلى الله عليه وسلم: {كلا والذي نفسي بيده إن البردة التي غلها تتلظى عليه في نار جهنم} لأنه سرق بردة، غلها من الغنيمة، فأخذها فكانت حظه من الجهاد.

وخرج أحد الأبطال من المدينة، يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد فحمل السيف، وما ترك شاذة ولا فاذة إلا أتبعها بسيفه يضربها ثم أصابه جراح في رأسه حتى وصل عضده، فجزع فاتكأ على سيفه حتى خرج من ظهره، فلم يعرف الصحابة لماذا قتل، ومتى قتل، فقالوا: هنيئاً له الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: {كلا والذي نفسي بيده إنه من أهل النار} فذهبوا فوجدوه قد قتل نفسه.

إن القتال من أجل أن تكون لا إله إلا الله أعلى وأجل، من أجل أن تسيطر لا إله إلا الله في الأرض، وأن تكون إياك نعبد وإياك نستعين هي التي توجه الناس، وتوجه الشعوب والأمم والدول.

<<  <  ج:
ص:  >  >>