قال:{سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أيُّ -هذه تضبط عند النحاة بأيٌ بالتنوين، وتضبط بأي ويوقف على حركة الرفع- ثم أيُّ؟ قال: ثم بر الوالدين، قال: ثم أيُّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: حدثني بهن ولو استزدته لزادني}.
أولاً: لماذا لم يورد الزكاة والصيام والحج؟ هذا سؤال.
والسؤال الثاني: لماذا لم يستزده ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه؟
والسؤال الثالث: لماذا أتى ببر الوالدين قبل الجهاد، وذاك نفعه متعدٍ لصالح الإسلام، وهذا نفعٌ خاصٌ للوالدين؟ ولو أنه متعدٍ لكان تعدياً نسبياً إضافياً.
أما لماذا لم يذكر الزكاة والصيام والحج، فإنه ذكر الأعمال المعتادة التي تلازم العبد دائماً وأبداً، فذكر عليه الصلاة والسلام هذه الأمور التي هي الأحب إلى الله، ولا يقتضي الأحب إلى الله أنه أعظم أو أجل شأناً، هذا جواب.
قال عليه الصلاة والسلام:{الصلاة على وقتها} وفي لفظ في الترمذي والحاكم بسند صحيح: {الصلاة على أول وقتها} فأنت إذا لم تأت بها في أول وقتها فقد تنازلت في الدرجات حتى تصل إلى مسألة القضاء فقط، أو أداء بتأخر.
أما الحديث الذي عند الدارقطني {أول الوقت رضوان الله، وأوسط الوقت رحمة الله، وآخر الوقت غفران الله} فهذا الحديث لا يصح، فيه يعقوب بن الوليد، قال الإمام أحمد: يعقوب بن الوليد جبل من جبال الكذب، وقال علي بن المديني: أحد الكذابين الكبار، فهذا الحديث لا يصح، ولو أن ابن حجر رحمه الله تساهل وغض طرفه، ولو أنه حافظ الدنيا لكنه أورده في بلوغ المرام، فليتنبه له.