صاح أنس بن النضر:[[إني لأجد ريح الجنة من دون أحد] فقتل على مبدأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص:١].
بحثت عنه أخته فما عرفته قتيلاً إلا ببنانه؛ لأن عشاق الجنة يحتاجون إلى شهود، وقد كتبوا شهادتهم بخطوطهم على جسم أنس، فكل جرح يقول:{مَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ}[يوسف:٨١].
قالوا لأحد المنافقين: جاهد لتؤجر، قال: أخاف بنات بني الأصفر.
قيل له: تضحك على من؟ ونزلت:{أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا}[التوبة:٤٩] فضحهم الوحي فلما انقطع الوحي فضحهم حملته، وقال أحدهم: أنا لا أخشى بنات بني الأصفر ولكن: {لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ}[التوبة:٨١] فما أصبح الأمر سراً: {جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً}[التوبة:٨١].
تفر من الهجير وتتقيه فهلا من جهنم قد فررتا
وتشفق للمصر على الخطايا وترحمه ونفسك ما رحمتا
عاشق الشهادة تأتيه على الفراش، قال صلى الله عليه وسلم:{من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه}؛ لأن الحب يفتت الأكباد:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}[العنكبوت:٦٩].
نسيت في حبك الدنيا وما حملت وبعت من أجلك الأنفاس والنفسا