[واجبنا نحو المنكرات المنتشرة في المجتمع]
السؤال
ما واجبي نحو المنكرات التي أراها في المجتمع مثل كثير من المخالفات التي تقع فيها النساء؟
الجواب
هذا لا يعني أنه في النساء فقط، بل في الرجال والنساء، والنساء عالم محترم، وهن نصف هذا المجتمع، والمرأة هي التي أنشأت العلماء والأدباء والشهداء للعالم، وهي الجامعة الكريمة والمدرسة الطاهرة التي أتت بكم، فأنتم أبناء النساء.
ولا يعني إذا نُبه أن جانب النساء هو الجانب الملام وحده فقط، بل وجانب الرجال أيضاً، لكن العجيب أن فتنةَ النساء أعظم فتنة! يقول المأمون:
ما لي تطاوعني البريةُ كلُها وأطيعهن وهن في عصياني
يقول: أنا أحكم العالم الإسلامي شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً، ومع ذلك تسيطر عليّ المرأة، حتى أتى رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال:
أشكو إليك ذرية من الذرب وهن شر غالب لمن غلب
ولذلك يقول جرير:
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله إنسانا
والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: {ما تركت بعدي أشد فتنة على الرجال من النساء}.
ومن المظاهر المنتشرة: عدم تغطية الوجه، والوجه مكان الفتنة، والجمال والحسن والبهاء، وليت شعري!! إذا لم تغطِ المرأة وجهها أي شيء يحذر منه؟! وبم يطالب الشارع المرأة أن تحجب؟ هل تحجب رءوس أظافرها وبطون أقدامها؟! فالوجه مكمن الخطر، وما كانت العرب تتكلم ولا تقول الشعر إلا في الوجه، دخل أحد الشعراء على الخليفة المكتفي -وهذا من حمقه- وقال:
والله لا كلمتها لو أنها كالبدر أو كالشمس أو كـ المكتفي
يقول: والله لا أكلمها ولو أن جمالها كالبدر، أو كالشمس، أو مثل جمالك أيها الخليفة.
قال الخليفة: اسحبوه، فسحبوه على وجهه وبطنه.
ومن المظاهر المنتشرة: خروج المرأة إلى الأسواق لغير حاجة ضرورية ولشيء تافه، كأن تمر على أماكن الخياطة بنفسها، وعلى أناس قد لا يحملون التقوى والورع والخوف من الله، وعلى أماكن بيع الذهب، وتبقى الساعات الطويلة، وغير ذلك من المظاهر التي لا تخفى.
والواجب أن تكون هذه أولاً: رسالة النساء الداعيات الملتزمات المستقيمات، مثل من يحضر الدروس منهن؛ أن تكون داعية في صفوف بنات جنسها، وأن تهدي لهن الشريط، ومن رأيي أن الداعية إذا رأى امرأة فله أن يقول: تحجبي يا أمة الله، وكان الصحابة في أسواقهم يقولون هذا، لا ينظر إليها وإنما يقول بكلام لين: تحجبي يا أمة الله، هداك الله.
لأن السكوت ليس من خصائص الأمة المحمدية، ويوم تسكت الأمة عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تذوب شخصيتها، ويذهب رونقها، ويطفئ الله نورها: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ.
كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة:٧٩].