[من قصص السلف مع الأمانة]
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
شكر الله لكم حضوركم، وشكر الله لفضيلة الشيخ تقديمه، وأسأل الواحد الأحد أن يفتح علينا وعليكم من فتوحاته.
قال تعالى: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} [آل عمران:١٩٣].
عنوان هذه المحاضرة: رسالة إلى مسئول، المسئول المسلم أبي وأخي، والمسئول المسلم صديقي وحبيبي، فمن واجب النصيحة أن أنصحه، ومن واجب الحق وقبول الحق أن يستمع لي، فإن أصبت فمن الله الواحد الأحد، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، والله بريء من الخطأ، ورسوله بريء من الزلل.
لهذه المحاضرة عناصر ثمانية:
الأمانة: ما تعريفها وما حدها.
كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
إثم من قصر في عمله.
أجر من أتقن عمله.
طاعة المسئول في طاعة الله الواحد الأحد.
عدم الحرص على المنصب والوظيفة إلا لمقصد صالح.
الحرص على الأعوان الصالحين والإخوان الناصحين.
آداب المسئول المسلم.
ولكنني أفتتح محاضرتي، بثلاث قصص من قصص السلف من قصص أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام، من قصص القوم الذين رباهم الله بالكتاب والسنة:
هم القوم يروون المكارم عن أب وجد كريم سيد وابن سيد
وَهَّزتْهمُ يوم الندى أريحية كأن شربوا من طعم صهباء صرخد
ويطربهم وقع الصوارم والقنا بيوم الوغى لا ما ترى أم معبد
إذا وعدوا الباغين بالبأس أرعبوا فإن أحسنوا الحسنى فعن غير موعد
سلام عليهم، ورضي الله عليهم، وجمعنا بهم في دار الكرامة:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
قال سبحانه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام:٩٠].