للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[إبراهيم عليه السلام يناظر النمرود]

أوقدوا له النار، بعد أن دخل على النمرود الكذاب الدجال على الله، يقول الله جلت قدرته: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ} [البقرة:٢٥٨] ألم تر إلى من ضيع حدود الله؟! ألم تر إلى من انتهك حرمات الله؟! ألم تر إلى من كفر بالله؟ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} [البقرة:٢٥٨] الخالق الله، الرازق الله، المدبر الله، المحيي الله، المميت الله:

قل للطبيب تخطفته يد الردى من يا طبيب بطبه أرداكا

قل للمريض نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافكا

والنحل قل للنحل يا طير البوادي ما الذي بالشهد قد حلاكا

وإذا ترى الثعبان ينفث سُمَّهُ فاسأله من ذا بالسموم حشاكا

واسأله: كيف تعيشُ يا ثعبانُ أو تحيا وهذا السم يملأ فاكا

الحمد لله العظيم لذاته حمداً وليس لواحد إلاكا

{قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} [البقرة:٢٥٨] لا يحيي ولا يميت إلا الله، ولا يعلم ما في الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما تكسب النفس غداً إلا الله، ولا يعلم بأي أرض تموت النفس إلا الله.

فقال الكذاب الدجال: أنا أحيي وأميت.

قال: كيف تفعل؟ فأخرج محبوسين، وأعتق واحداً قال: هذا أحييته، وقتل واحداً قال: هذا أمته.

فسلم له جدلاً وقال: {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة:٢٥٨].

<<  <  ج:
ص:  >  >>