قدوتنا هو الرسول صلى الله عليه وسلم بلا شك، ولكن عند تطبيقنا في المدارس نأتي على طريقة فلان وعلان في التربية، ووظيفة فلان في الثواب والعقاب، وفلان في الحروف ودرجة الذكاء، فما رأي شيخنا هل نواصل مسيرتنا ونحن نأخذ من الغربيين ونحن نملك أعظم طريقة للتربية؟
الجواب
أولاً: يفرق بين العلم الذي أتى به صلى الله عليه وسلم والإيمان، فنأخذه من الرسول صلى الله عليه وسلم، والتجارب لا بأس أن نأخذها من الأمم، وقد رد في أثر بعضهم يرفعه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، لكنه من كلام علي:[[الحكمة ضالة المؤمن، يأخذها أنى وجدها]].
والشيطان علم أبا هريرة آية الكرسي، وقال له كما في الصحيحين: إذا قرأتها لا يقربك شيطان.
فأخذها أبو هريرة.
فالتجارب والنظريات التي وصل إليها الغربيون لا بأس أن نأخذ مايستفاد منها، كهؤلاء الذين كتبوا في علم النفس؛ بشرط ألا تعارض ديننا، فإذا عارضت إسلامنا وديننا وإيماننا رمينا بها وبهم وراء السور، وحرام أن ترد علينا، أما إذا لم تعارض فما هو الذي يحرم علينا أن نستفيد منهم؟ كما استفدنا منهم في هذه الوسائل، في المكرفون والمال والماسة التي أمامي والكرسي الذي أجلس عليه، وكل شيء علينا هي منهم، حتى الطباشير -والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه- لا نعرف صنعها.
منهم أخذنا العود والسيجارة وما عرفنا ننتج السيارة
وأما الأمور المذمومة والمحتقرة فقد نقلت إلى الشرق، لكن الكماليات والفوائد والنوافع لم تنقل، فقد سمعنا من يغني ويطبل لأن الفرنسيين غنوا وطبلوا؛ لكن ما سمعنا من يصنع السيارة ويقدم الثلاجة لأن الفرنسيين صنعوا السيارة وقدموا الثلاجة!
مر أحد الناس بشيخ يقرأ على طلابه في الروض المربع، وهو كتاب معروف للحنابلة في الفقه، فقال أحد هؤلاء الشباب المتطورين الذين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، لا خارج العالم ولا داخله، قال: يا شيخ! أنت تشرح في الروض المربع والناس صعدوا على سطح القمر! فقال له الشيخ: يا أخي! أما أنت فلا صعدت على القمر ولا جلست معنا في الأرض تقرأ الروض المربع.
وهذا صحيح، هؤلاء الذين يهزءون بنا لأننا نتكلم في هذه القضايا هم ما ذهبوا ولا قدموا لنا شيئاً، وقد يعذر الخواجة لأنه قدم للبشرية شيئاً، ولكن لا يعذر لتركه الإيمان، فلينتبه لهذا.