فضيلة الشيخ: يلاحظ أن كثيراً من الناس يقرءون القرآن في شهر رمضان في وقت النهار، أما الليل فقليل من يفعل ذلك فما رأيكم بهذا الصنف من الناس؟
الجواب
هذه الظاهرة موجودة، وهي أن كثيراً من الناس لا يقرءون القرآن إلا في النهار، وأما في الليل القليل منهم من يقرأ أو يتدبر أو يعيش مع الآيات، والعجيب أن القرآن يحب الليل، والليل يحب القرآن، ولذلك إذا ذكر الله القرآن في كتابه العزيز ذكر الليل معه {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً}[الإسراء:٧٩] وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}[المزمل:١ - ٤].
فالليل مقرون في القرآن، والقرآن مقرون بالليل، فالأولى أن تكون تلاوة القرآن في الليل أكثر منه في النهار، حتى ذكر الإمام النووي في التبيان في آداب حملة القرآن أن تكثير القراءة في الليل هو السنة؛ لأن الليل وقت سكون وهدوء وإقبال القلب على الله عز وجل، فأنا أدعو إخواني إلى تدبر القرآن في الليالي المباركات في رمضان وفي غيره وإذا كان في الصلاة فأبرك، وإذا كان في آخر الليل فأنفع وأفيد، نفعنا الله وإياكم بكلامه.