كان عمر يأخذ الدرة -عصا- فيقوم في صلاة الليل -رضي الله عنه وأرضاه- فيضرب أبواب بيوت أبنائه فيقول: قوموا صلوا {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ}[القصص:١٧] تصلي وابنك في البيت! تصلي وما علمت زوجتك الصلاة! تصلي وما علمت بناتك الصلاة! أي منكر هذا؟ أي فاحشة هذه؟ أي إدراك هذا؟ أي عقل تحمله؟
ثم اعلم أن بعض الآباء ترك أبناءه سوائب، ابنه في المقهى، ملئت المقاهي في بعض الأمكنة ممن لا يعرف عن الإسلام شيئاً، عنده سيارة، ولكنه لا يعرف إلا السيجارة، ولا يعرف إلا البلوت، ولا يعرف إلا الورقة والشيشة والدخان والغيبة والزنا والفحش، لا إله إلا الله! أظلمت القلوب بالمعاصي كما أظلمت الأودية من ظلام الليل {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}[الأعراف:١٧٩].