إبراهيم عليه السلام له دعاء كثير في القرآن، دعا لنا يا أهل الجزيرة! يا أهل الفواكه والخضروات! يا أهل الفلل البهية! يا أهل القصور! نحن أهل الصحراء، ليس عندنا ماء ولا شجر، ولا عندنا حدائق ولا بساتين، صحراء جرداء قاحلة، لا ظل وارف ولا ماء بارد ولا شيء، لكن إبراهيم التفت إلى البيت وقال:{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}[إبراهيم:٣٧] عليك السلام وصلت دعوتك، أصبحت فواكه الدنيا تجبى إلينا من كل مكان، ما سمعنا بأحد مات جوعاً في الحرم، الحجاج ملايين مملينة والخبز والفاكهة واللحم والطعام والماء متوفر لدى الحجاج {إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ}[إبراهيم:٣٧] من رأى الزرع في مكة؟ إنها جبال سود، ولكن نحن من أرغد شعوب العالم، فدعوته طافت حتى دخلنا نحن أهل المناطق البعيدة في فوج ذاك الدعاء الخالد الذي سجله القرآن، يقول إبراهيم عليه السلام:{رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ}[إبراهيم:٣٧ - ٤٠] وهذا من الدعاء الذي سجله القرآن، وهو يحفظ للمؤمنين.