للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[بعض خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم]

السؤال

هل للرسول صلى الله عليه وسلم خصائص يختص بها عن الأمة؟

الجواب

نعم له صلى الله عليه وسلم خصائص، وأحسن من ألف في ذلك الشيخ ملا خاطر في كتاب: خصائص الرسول عليه الصلاة والسلام وذكر له ما يقارب عشر ومائة خصيصة.

ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم: أنه لا يتثاءب؛ لأن التثاؤب من الشيطان؛ وما تثاءب في حياته صلى الله عليه وسلم أبداً؛ لأن الشيطان لا يتلاعب به، وفي صحيح مسلم: {ما منكم من أحد إلا ومعه شيطان قرين، قالوا: حتى أنت يا رسول الله؟ قال: حتى أنا، ولكن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير} وهذا بعد أن أسلم، وبعضهم يضبط كلمة (أسلم) أي: فأسلمَ من الإسلام، وبعضهم يقول: أسلم يعني أسلمُ من شره، ولكن الصحيح أنه من الإسلام، أي: أسلم وهداه الله ودخل في الدين.

ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم: أنه لا يحتلم في المنام، فالاحتلام الذي يأتي الإنسان لا يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الاحتلام تلاعب من الشيطان.

أحد الأعراب تلاعب به الشيطان، فاحتلم في المنام، وكانت الليلة باردة، فقام يغتسل بالماء وكان الماء بارداً مثل الثلج، فأخذ الماء يرميه وراء ظهره، ولا يصله إليه شيئاً فقالوا: مالك؟ فقال: ما دواء الكذاب إلا الكذاب، فالاحتلام كذب عنده.

فهذا الاحتلام من الكذب، ولكن الغسل منه واجب والرسول صلى الله عليه وسلم لم يحتلم في حياته ولا مرة؛ لأنه معصوم، والشيطان لا يتلاعب به عليه الصلاة والسلام.

ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم: أنه تزوج بأكثر من أربع من النساء، فقد جمع بين تسع وتزوج إحدى عشرة صلى الله عليه وسلم، لكنه جمع تسعاً، وليس لأحد من الناس أن يجمع أكثر من أربع.

وبعض النساء يرين التعدد بأكثر من واحدة محرم وقد خالفن الإجماع، ولذلك سمعت -ولا بأس بنقل هذه القصة لأنها قد ذكرت في أكثر من مناسبة-: أن رجلاً من أهل شقرة المدينة الفاضلة، قال لزوجته: أريد أن أتزوج بثانية؟ قالت: لا يجوز، قال: بل يجوز، يقول سبحانه: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} [النساء:٣].

قالت: هذه الآية نزلت في أهل بريدة أما أهل شقرة فما نزلت فيهم هذه الآية.

فهذه الآية نزلت في المسلمين جميعاً، فعلى النساء أن يعرفن أن التعدد مباح.

الشاهد: أنه صلى الله عليه وسلم أوتي قوة ثلاثين في الجماع، وكان صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه التسع.

ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه كان يُواصل الليل بالنهار في الصيام إلى ثلاثة أيام إلى أربعة، فقد كان من أقوى الناس، حتى يقول بعض المفكرين مثل سيد قطب: أنه كان مهيأ لقيادة العالم -يعني: في جسمه- فكان قوي الإحساس قوي الجسم، تصوروا أنه كان إذا ضرب بالسيف تكسر السيف ويسمع له شظايا على رءوس الناس، وإذا خطب سمعه من في السوق، وإذا تحرك كان عرقه يتحدر كالدر والجوهر ويوجد منه رائحة المسك، فهو قوي مهيأ لقيادة العالم، فأعطاه الله قوة في جسمه وفي هيكله.

حتى يقول أحد الأنصار: دهدهنا صخرة في الخندق فما استطعنا لها، واجتمع لها نفر من الصحابة من المهاجرين والأنصار، كـ خالد وسعد وعمر وأمثالهم، فأرادوا الصخرة فما استطاعوا، فأتى صلى الله عليه وسلم فرآهم فتبسم، قال: فكأني به يوم شمر عن ساعديه صلى الله عليه وسلم ثم أخذها، قال الأنصاري: والله لقد حملها من على الأرض، ثم وضعها خارج الخندق.

أتاه ركانة -والحديث في السير- وكان مصارعاً لا يغلبه أحد وهو بطل المصارعة، فأتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: من أنت؟ قال: أنا رسول الله، قال: من أرسلك؟ قال: الله.

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، قال: لا.

حتى تريني آية، قال: ما هي الآية؟ قال: تصارعني فإن صرعتني أسلمت وإلا فلا أسلم، قال صلى الله عليه وسلم: قم، وكان الصحابة جلوساً، فأخذه صلى الله عليه وسلم فحمله كالريشة من على الأرض ثم لطمه في الأرض.

<<  <  ج:
ص:  >  >>