[أعظم السيئات المنتشرة ترك الصلاة وحكم تركها]
عباد الله: إن من أعظم السيئات التي انتشرت في أمتنا، والتي هي سبب لهزائمنا وفشلنا أمام العالم، وسبب لتكدير قلوبنا، وضياع أرواحنا، وهدم نفوسنا، وفساد أبنائنا، وخراب شعوبنا، وسوء معاملة حكامنا لمحكومينا، ومحكومينا لحكامنا: ترك الصلاة، وتضييعها، وإفساد أدائها، وعدم الاهتمام بها.
ومعنى ترك الصلاة عباد الله: الكفر البواح، والنفاق الصراح، والقطيعة بين العبد ومولاه، ومعناها: اللعنة وقطع الميثاق، وتردية هذا العبد في الشقاء، فلا يسعد بعدها أبداً.
ترك الصلاة -يا عباد الله- معناه: الخروج جملة وتفصيلاً عن الإسلام.
ومعناه: خلع ثوب الهداية، وإعلان الكفر البواح الصراح أمام العالم.
ومعناه المناداة على النفس بالنفاق، والوثنية، والشرك، والعناد، والزندقة.
ومعناه كتابة اللعنة على هذا التارك إلا أن يتوب ويعود إلى الله تبارك وتعالى.
كتب الله على تارك الصلاة اللعنة حتى يتوب، فهو ملعون في السماء، ملعون في الأرض، ملعون مع الماء والهواء، ملعون في الكتب، ملعون على ألسنة الرسل، ملعون على أيادي الملائكة البررة الكرام.
تارك الصلاة -يا عباد الله- مقترف لأكبر جريمة في تاريخ الإسلام، ولذلك لما وصف الله المشركين وتوبتهم، قال: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة:٥] أي: فإذا لم يقيموا الصلاة فلا تخلّوا سبيلهم.
ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام: {أُمِرتُ أن أقاتل الناس} يعني: أمرت أن أسل السيف، وأقطع الأعناق، وأضرب الرءوس، وأندر الأكتاف عن المناكب: {أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله} ولا يكفيهم ولا يخلصهم ذلك، حتى - ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله}.
وقد جعل الله عزَّ وجلَّ تارك الصلاة خارجاً عن الإسلام وإن ادعاه، ولو تجلبب بجلبابه، وتقمص بقميص الهداية، ولو تتوج بتاج الرسالة، فإنه كاذب والله! ومُفْتَرٍ على الله.
أيُّ إسلام بلا صلاة؟!
أيُّ توحيد بلا صلاة؟!
أيُّ رسالة بلا صلاة؟!
يوم تركنا الصلاة ضعنا والله، وأصبحنا على موائد الشعوب، وأصبحنا في فشل، ومذلة، وخزي، وعار لا يعلمه إلا الله.
لما تركنا الصلاة دُخِلَت جيوشنا فسُحقت بقنابل اليهود، وضُربت مدننا بطائرات اليهود، ودمرت كياناتنا ومنتجاتنا بصواريخ اليهود، أرذلُ العالمِ خنازيرُ الدنيا قردة المعمورة ضربونا بالهراوات لما تركنا الصلاة، دخلنا المعركة بلا صلاة فانهزمنا ونحن ملايين مُمَلْيَنَة؛ لأننا ما دخلنا بالصلاة.
لما تركنا الصلاة؛ فسدت مؤسساتنا العلمية، وفسد مدرسونا، ومربونا، وفسد الذين يقولون: "أنهم ينقذون العالم".
يقول صلى الله عليه وسلم في هذه الصلاة كما في صحيح مسلم: {بين المسلم والكافر ترك الصلاة} فهي مرتبة واحدة إذا زل منها الإنسان فقد كفر، ووازِه بما شئت من كفرة الدنيا: بإبليس، أو فرعون، أو قارون، أو هامان، بـ ريغن، أو شامير، أو رابين، بكل لعين في الدنيا.
ويقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه أبو داود: {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر}.