أحد الإخوة كتب رسالة أثابه الله على ما كتب وسدد خطاه، وهو يشكر على المحاضرة السابقة التي كانت في السبت الماضي بعنوان (جسور المحبة) وقال: أثارتني هذه المحاضرة وسرتني كثيراً، وأنقل لك من كتاب خواطر في زمن المحنة، في هذا الموضوع، يقول الكاتب: عجبت لإخُوة في الله تنهار محبتهم بسبب سوء تفاهم! لماذا يبخل الأخ بقليلٍ من التسامح، وقد عاش مع أخيه ساعاتٍ مليئة بالحب والإخلاص والعطاء الأخوي الذي يتجاوز عطاءات المادة إلى عطاءات الروح؟ لماذا ننسى ما بيننا من وشائج وأواصر أقامها دين الإسلام، ورسول الإسلام عليه الصلاة والسلام؟
إذا كنت تبحث عن أخطائي لتبرر بها غضبك فأين حبك لي الذي كنت تتشدق به؟ لماذا لا تفتح باب التسامح في وجهي؟ لماذا لا تتبسم في وجهي؟ لماذا لا تزورني؟ لماذا لا تغفر زلتي؟ لماذا لا تدعو لي بظهر الغيب؟ عجبت لمن يدعي الحب في الله كيف لا يغفر زلات إخوانه! عجبت لودٍ ينقلب جفاءً! ولاحترامٍ ينقلب احتقاراً! ولأخوةٍ في الله تنقلب إلى علاقاتٍ سطحية!
أيها الإخوة! أقول لكم نحن نختلف عن سائر الأمم، لم نجتمع على حب وطن فقط، فليست الوطنية هي التي جمعتنا، فإن أوطاننا بلاد المسلمين، ولم نجتمع على دم فإن الدم دعوةٌ أرضية لم ينزلها الله في كتابه:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات:١٣] ولم نجتمع على لغة فإن اللغات شتى بل اجتمعنا على عقيدة ومبدأ أتى به محمد صلى الله عليه وسلم، وهو لا إله إلا الله محمد رسول الله، فهذا المبدأ العظيم جعلنا نتآخى، يقول أبو تمام:
إن يختلف ماء الوصال فماؤنا عذبٌ تحدر من غمامٍ واحد