هذه المسألة مثل سابقتها فيها كلام طويل، وأحسن من تكلم فيها ابن تيمية فيما يقارب مجلداً كاملاً، والصحيح -كما قال- أن الله لم يحد ولا رسوله عليه الصلاة والسلام مسافة القصر لا بالأميال ولا بالكيلومترات وإنما الذي يسمى سفر عند الناس فهو سفر، وما تعارف عليه الناس أنه سفر فهو سفر، يقصر فيه، ويفطر فيه الصائم؛ لأن الله أطلق السفر في القرآن ولم يحده بمسافة فقال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى:{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}[البقرة:١٨٤] فما تعارف عليه الناس أنه سفر فهو سفر، كأن يقول القائل منا مثلاً: أريد السفر من هذه المنطقة إلى منطقة أخرى فهذا سفر، لكن أن يأتي إلى منطقة قريبة ويقول: أريد السفر إلى المنطقة هذه فلا يسمى سفراً.
والأصل في ذلك أن ما يسمى سفراً في اللغة وفي عرف الناس فهو سفر والله أعلم.