للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[قلوب صامت عن السوء]

يا أيها الإخوة!! إن مفهوم الصيام عند كثير من المسلمين أن يترك الخبز والفاكهة واللحم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهذا صيام في الشريعة، لكن مفهوم الصيام ومقصده ودلالته: أن تصوم قلبك عن السوء، كم امتلأت قلوبنا من السيئات، من الكبر، والعجب، والحقد، والحسد وهذا ليس بصيام، كيف تصوم البطن ولا يصوم القلب؟

كيف يصوم من يعتقد الاعتقادات السيئة الباطلة؟ استهزاء بالكتاب والسنة، واستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم، الاستهزاء بالصالحين، والتكبر على عباد الله، والعجب بما عنده من منصب أو ثروة أو وظيفة أو سيارة أو فلة كيف يصوم؟

والله إن قلوب بعض الناس كقلب فرعون ولو كان يصلي مع الناس، ويصوم شهر رمضان، ويحج البيت العتيق! فإن قلبه مثل قلب فرعون، لا يرى البشر، ولا ينظر إلى الناس، ولا يرد السلام، ولا يبتسم، ولا يعرف من الإسلام شيئاً، صور له شيطانه أنه من أعظم الناس.

خفف الوطء ما أظن أديم الأ رض إلا من هذه الأجساد

صاح هذي قبورنا تملأ الرحـ ـب فأين القبور من عهد عاد

وقد انتشرت ظاهرة الكبر في المجتمع، خاصة فيمن سول له الشيطان منصباً أو مالاً أو ثروة أو وجاهة في المجتمع، أو علماً ومعرفة أو شهادة عالية أو ثقافة، فتجده لا يرى الناس شيئاً.

وللمتكبرين الذين ما صامت قلوبهم علامات منها: سواد الوجه واكفهراره.

وجوههم من سواد الكبر عابسة كأنما أوردوا غصباً إلى النار

هانوا على الله فاستاءت مناظرهم يا ويحهم من مناكيد وفجار

ليسوا كقوم إذا لاقيتهم عرضاً أهدوك من نورهم ما يتحف الساري

من تلق منهم تقول لاقيت سيدهم مثل النجوم التي يسري بها الساري

<<  <  ج:
ص:  >  >>