للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[إسلام حمزة بن عبد المطلب]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: باب إسلام حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حمزة أحد الأعمام التسعة للرسول عليه الصلاة والسلام، وكانوا أبناء عبد المطلب عشرة، منهم: أبو الرسول صلى الله عليه وسلم، وحمزة، وأبو طالب، والعباس، كلهم أعمام له صلى الله عليه وسلم.

فـ حمزة كان من أشجع الناس، وحمزة في لغة العرب اسمٌ للأسد، والأسد له ما يقارب مائة اسم، من أسمائه حمزة، وحيدرة، والليث، وهزبر، فسمى عبد المطلب ابنه هذا بـ حمزة، فأتى اسماً على مسمى، ولذلك كان هو من أشجع الناس، كان يأخذ ريش نعامة فيضعه في عمامته وقت المعركة، فإذا ركب ريش النعامة عرف الناس أنه سوف لا يحجم، ولا ينكسر حتى يفل خصمه.

سبب إسلام حمزة أنه كان يصطاد في وادي نعمان فوق عرفة، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو إلى الله في الحرم، وفي النهار أتى بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي جهل كلام، فقام أبو جهل فسب الرسول صلى الله عليه وسلم وآذاه وتكلم عليه، وكان من أشد الناس إيذاءً للرسول صلى الله عليه وسلم.

فجاء حمزة إلى أهله بصيد صاده من البرية، إما طير أو غزلان أو أرانب، قال: هل وقع اليوم شيء؟ قالوا: ترافع صوت ابن أخيك محمد وصوت أبي جهل اليوم في الحرم، فسبه أبو جهل أمام الناس، فقام، فأخذ قوسه الذي يصيد به وذهب والناس مجتمعون في الحرم، وأبو جهل في أكبر حلقة، فعمد إلى أبي جهل فضربه على رأسه فشجه؛ فإذا الدم على وجهه، فأراد أن ينتقم، فقامت الأسر بعضها تحامي عن بعض، فلما أخذته الحمية ذهب حمزة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.

مادام أنه بلغ هذا الإيذاء وعلم الله انتصاره للرسول صلى الله عليه وسلم، فهداه للإيمان: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص:٥٦] واستمر حمزة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من أحب أعمامه إليه، قريباً من قلبه، ومواقفه البطولية لا تنسى أبد الدهر.

<<  <  ج:
ص:  >  >>