وهناك صلاة التسابيح ولكن ما هو موقف أهل السنة، أو المحدثين من هذه الصلاة؟
ورد عند الترمذي وعند غيره من المحدثين: أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لعمه العباس بن عبد المطلب: {يا عم! ألا أحبوك، ألا أمنحك، ألا أعطيك -أحبوك: أهدي لك، وأمنحك: أبذل لك- قال: بلى.
يا رسول الله! قال: إذا أردت فتوضأ وصل ركعتين -ثم وصف له صلى الله عليه وسلم التسبيحات- قال: بعد أن تكبر تكبيرة الإحرام، قل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله خمس عشرة مرة، وقل بعد أن تركع خمس عشرة مرة، وبعد أن ترفع خمس عشرة مرة -في كل انتقال خمس عشرة مرة من هذا الذكر ففي الركعة خمسة وسبعون تكبيرة وتهليلة وتحميدة.
في الصلاة ثلاثمائة من هذه الكلمات الطيبات- افعل ذلك في عمرك مرة أو قال: في اليوم مرة، أو في الأسبوع مرة، أو في الشهر مرة أو في العام مرة، فإن لم تستطع، ففي العمر مرة، يغفر الله لك ذنبك} وقد ألف ابن ناصر الدين وهو محدث في القرن السابع رسالة اسمها (الترجيح في صلاة التسابيح) وأتى بهذا الحديث وقال المحقق:
انقسم أهل العلم إلى أربعة أقسام في هذا الحديث: قسم صححوه، وهذا موجود، وقسم حسنوه، وقسم ضعفوه، وقسم قالوا بوضعه.
فأما ابن تيمية فقال في سند الحديث ظلمات بعضها فوق بعض، وتبعه في ذلك أئمة كبار، وحسنه بعضهم وضعفه الآخرون، وصححه البعض الثالث، والصحيح أن هذا الحديث ليس بصحيح.
وليتنا نقوم بما صح عنه صلى الله عليه وسلم حتى نأتي لهذا الحديث، وذلك لثلاثة أمور:
أولاً: في سنده رجال تُكُلِّم فيهم.
ثانياً: كيف لا تشتهر السنة، بين الناس وتنشر بين الملأ، ويتناقلها الجيل بعد الجيل، وهي مما تتوفر الهمم والدواعي على نقلها.
ثالثاً: إن في الأحاديث الصحيحة غنى عن الأحاديث الضعيفة على فرض أنه ضعيف فكيف إذا كان موضوعاً، ففي الحديث الصحيح غنية، وهل قمنا بالأحاديث الصحيحة التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم كصلاة الليل، وكركعتي الضحى، والنوافل التي سنها صلى الله عليه وسلم!! فكيف نذهب إلى هذا؟ وما أظنه إلا عند خواص الناس، فهذه تسمى صلاة التسابيح وليعلم أن الحديث لا يصح فيها بحال، فلا تفعل، وليكتف العبد بما صح.