للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي

{أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً [النمل:٦٠] وقصة الماء يعيشها الإنسان في كل لحظة يشربه، ويغتسل به، ويرى الكائنات تترعرع على الماء، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء:٣٠] ويرى الفلك يبنى على الماء؟ ويرى الأرواح تسبح على الماء، فمن الذي أنزل الماء؟

من الذي جعله سائغاً للشاربين فلم يجعله مالحاً، ولا غائراً، ولا متكدراً؟

ذلكم الله ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه أنيب.

إنها محاضرات العقيدة تلقى في كلمات يسيرة، إنها دعائم التوحيد ترسخ في جمل سهلة.

دخل ابن السماك على هارون الرشيد وهارون يحكم ثلاثة أرباع الدنيا، فاستدعى هارون ماءً في كوز ليشرب، قال ابن السماك - الواعظ-: أسألك بالله ألاَّ تشرب حتى أسألك، قال: سل، قال: بالله لو منعوك هذه الشربة، أكنت مفتديها بنصف ملكك؟

قال: إي والله -وإلا فماذا يفيد الإنسان أن يموت وملكه وراءه- فشرب، قال: أسألك بالله لو مُنعْتَ إخراج هذه الشربة، أتخرجها بنصف ملكك؟

قال: إي والله، قال: لا خير في ملك لا يساوي شربة ماء وإخراجها.

يوقف الله العبد أمام الماء الذي يشربه، ليدرس مع الماء من هو الخالق؟ ومن هو الرازق؟ ومن هو الواهب؟

ثم يترك الإجابة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>