كما تعلم يا فضيلة الشيخ! أنه يوجد في الساحة كثير من الناس يدعون إلى الله عز وجل، وإن اختلفت آراؤهم؛ ولربما أبغض أحدهم الآخر.
فما رأيكم في هذا وجزاكم الله خيراً؟
الجواب
أولاً: لم يتركنا صلى الله عليه وسلم هملاً بغير إرشاد لمنهج، بل جعل صلى الله عليه وسلم منهجاً معروفة كلياته وجزئياته؛ لئلا يتعدى.
بعض الناس يقول: تركنا الرسول صلى الله عليه وسلم في سعة من الأمر وفي سعة من المناهج، وتجمعنا (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وهذا ليس بصحيح، فإن (لا إله إلا الله محمد رسول الله) قد تجمع الخارجي والقدري والجبري، وقد تجمع بعض الرافضة؛ لكن لا بد أن يعرف المنهج الرباني الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم، وفهمه الصحابة بكلياته وجزئياته.
الآن -أيها الإخوة- تعلمون أن الخوارج يقولون: نحن نعمل بالكتاب والسنة، أليس بصحيح؟ القدرية يقولون: نحن نعمل بالكتاب والسنة، وكذلك المرجئة والجبرية وأهل السنة، لكن الصحيح أن أهل السنة يقولون كما قال الأوزاعي: نعمل بالكتاب والسنة على فهم أبي بكر وعمر، هذا هو الضابط، لا بد أن نفهم الكتاب والسنة على فهم أبي بكر وعمر، أما فهم السنة على الفهم الخاص فهذا عوج وابتداع.
إذا علم ذلك؛ فإن في الناس ومن الدعاة من يجتهد في الخير -بل كلهم يريد الخير- لكن بعضهم يريد الخير ولا يوفق إلى حكمة بالغة وقدرة نافذة، فالأولى أن يناصح هؤلاء بالتي هي أحسن، ولا يثار عليهم بالنصيحة ولا يشهر بهم؛ لأن مقصودهم الخير ظاهره مستتر ومقصودهم حسن، ولكن ظهرت منهم أخطاء فينبهون على أخطائهم ستراً وسراً، ويعرض المنهج الصائب.
وهناك اقتراح بدل التشهير بالآخرين، اعرض منهجك الصائب أنت في المحاضرات والندوات والدروس، دون أن تتعرض لأحد، اعرض ما عندك من بضاعة، اعرض الخير؛ لأن الناس إذا رأوا الخير عرفوا المضاد له، وإذا رأوا الصحيح عرفوا الخطأ، عرف منهجك، واشرحه بجزئياته -دائماً- وكرره للناس، وعند ذلك سوف يدرك صاحب الخطأ خطأه.