وارتحل إلى المدينة ونام قبل أن يقتل بليلة، فرأى في المنام أن ديكاً ينقره ثلاث نقرات، فسأل أسماء بنت عميس الخثعمية -إحدى الصحابيات المؤمنات تفسر الرؤيا- قال: ما تفسير هذه الرؤيا؟ قالت: يقتلك رجلٌ من العجم بثلاث طعنات وتموت، فخرج على الناس يوم الجمعة, وهذا هو اللقاء الأخير في البرلمان مع المسلمين, هذا الوداع، كان الخطاب كما يقول بعض المؤرخين المتأخرين، يقول: خطاباً مكشوفاً صريحاً، فتكلم للناس، وكان يبكي من أول الخطبة، ويقول:[[ألا من مظلمة؟ ألا من مظلوم؟ إن ظلمت أحداً في عرضه فليقتص من عرضي، وإن أخذت من مال أحد فليأخذ من مالي، وإن ضربت أحدكم فليضرب جسمي، هذا عرضي، وهذا جسمي، وهذا مالي]].
ماذا رد عليه الناس؟! تلعثم المسجد بالبكاء، وقال:[[إني سألت أسماء بنت عميس عن رؤيا رأيتها فأخبرتني أني سوف أقتل فوليي عليكم الله، فأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه]] ثم نزل، وصلى الفجر يوم السبت صباحاً، وأتاه أبو لؤلؤة المجوسي.
مولى المغيرة لا غادتك غادية من رحمة الله ما سالت غواديها
مزقت في حومة الإسلام ذا مثل راعي الرعية قاصيها ودانيها