للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[سبب نزول سورة الكافرون]

سبب نزول السورة: أن كفار قريش أتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد! نعبد إلهك سنة، وتعبد إلهنا سنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حتى أراجع ربي، أي: حتى أرى.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم لن يعبد الأصنام سنة، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يسجد لصنم قط، حتى قبل إنزال النبوة عليه، وقبل إرساله بالرسالة.

فيقولون: أنت تعبد اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى سنة، فإذا انتهت السنة بدأنا نعبد إلهك.

سبحان الله! أهذه لعبة قال تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم:٩] يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: يريدون أن تدهن معهم فيدهنون معك، لكن الدين لا مداهنة فيه، ولا خشخشة، فالدين أبلج، حق, واضح، صراط مستقيم.

فكأنه يقول: أذهبُ إليهم وأُخْبِرُهم بهذا الرد من الله عز وجل، والرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أنه لن يوافقهم؛ لكن يريد أن يأتي الرد أقوى من الواحد الأحد، أن يقول: قال لي ربي، أنا متكلم عن الله عز وجل، أنا مرسل من عند الله، وكان بالإمكان أن يقول: لا.

لا أعبد إلهكم سنة أبداً، وعليكم أن تؤمنوا، لكن أراد أن يكون الكلام والرد من الواحد الأحد، فقال الله: يا محمد! {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون:١] أي: اجمعهم، فَجَمَعَهُم قالوا: وماذا رد عليك ربك؟ قال رد علي بما يأتي، قالوا: وما هو؟ قال:

أعوذ بالله من الشطيان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون:١ - ٦]

<<  <  ج:
ص:  >  >>