[التعريف بمحمد إقبال]
الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين, ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين, سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
نعم عنوان هذه المحاضرة: (إقبال شاعر الإيمان والحب والطموح).
وزدت هذه الليلة كلمة الإيمان, ورقم هذه المحاضرة العاشرة بعد المائة، وقبل أن أبدأ أشكر لأهل الفضل فضلهم, وعلى رأسهم هذا الأستاذ الحبيب، والأديب الأريب عبد الله بن محمد بن حميد وقد أخذني على غرة بهذه الأبيات، وما كنت أعلم بها, وأقول له كما قال المتنبي ل سيف الدولة:
أتاني رسولك مستعجلاً فلباه شعري الذي أذخر
ولو كان يوم وغى قاتم للباه سيفي والأشقر
أصرف نفسي كما أشتهي وأملكها والقنا أحمر
فشكر الله له كلماته, وأنا أعرف أنه يحبني ولذلك تغاضى عن نقصي وزاد في مدحي.
وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساويا
أنا أشهد الله على محبته ومحبتكم فيه، وأسأل الله عز وجل لي ولكم وله الثبات والهداية والسداد، والرشد والتوفيق.
أيها الإخوة: هذه المحاضرة عن شاعر عالمي وليس بإقليمي، ليس على مستوى أبها وليس على مستوى الجزيرة ولا على مستوى العرب، ولا على مستوى المسلمين، إنه شاعر على مستوى القارات الست، يعرفه الناس جميعاً، يعرف محمد إقبال الأمريكان، والأوروبيون، والهنود، واليابانيون، والصينيون، والأتراك، والأفغان، يعرف محمد إقبال العلماء والأدباء والجامعات، تعرفه الفلسفة والأدب، وتعرفه القصة والمسرحية، وأنا لن أبالغ في مدحه هذه الليلة لأنه مشهور عندكم, ولكني سوف أتكلم في ظلال هذه الكلمات الثلاث: الإيمان، الحب، الطموح.
الإيمان بالله تبارك وتعالى رباً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، وبالإسلام ديناً، والحب ما هو معناه الذي ترجمه محمد إقبال؟ والطموح يعني الهمة العالية التي تحدت حدود الزمن وآفاق التاريخ.