للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من تاب تاب الله عليه]

السؤال

أنا شاب ابتليت بصحبة سيئة، ووقعت في بعض المحرمات والكبائر، فما هو السبيل للرجوع إلى الله؟ وهل إذا تبتُ تُقبل توبتي؟

الجواب

سبحان الله! لا تُقْبَل توبتُك وقد قُبِلَت توبةُ المشركين الذين عبدوا الأصنام والأوثان من دون الله، وزنوا، وسرقوا، وكذبوا، وفجروا، وألحدوا؟! لا.

بل أنت من أحب الناس إذا تبت إلى الله عزَّ وجلَّ: {للهُ أفرحُ بتوبة عبده من أحدكم كان على راحلته عليها طعامه وشرابه فضلَّت منه فوجدها فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح} ونداء الله للناس صباح مساء: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:١٣٥] وقوله جل ذكره: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:٥٣].

وعند مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه قال: {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها}.

وعند مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {والذي نفسي بيده، لولم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم آخرين يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم}.

وعند مسلم عن معاذ رضي الله عنه في الحديث القدسي: {يا عبادي! إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم}.

وورد عنه صلى الله عليه وسلم عند الترمذي أنه قال: {كل ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون}.

فنسأل الله أن يتوب علينا وعليك، فإذا تبت فأكثر من الاستغفار، وافعل من الحسنات ما تكفِّر السيئات: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود:١١٤] {وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} [الرعد:٢٢] ثم عليك أن تجانب جلساء السوء فلا تجلس معهم، إلا أن ترى أنك تستطيع أن تحولهم وتُقْبِل بقلوبهم على الله فلك ذلك.

شروط التوبة:

الأول: أن تعزم على ألا تعود إلى ما كنت تفعل.

الثاني: أن تندم على ما فعلت من المعاصي.

الثالث: أن ترد حقوق الناس إن كانوا من أهل الحقوق؛ كأخذ مال، أو غصب ملك، أو انتهاك عرض، عليك أن ترد هذه الحقوق إلى أهلها إن استطعت، وإن رأيت أن ثمة مضرة أو أنه سيجلب عليك بعض الأمور التي لا تُحمد عقباها، فعليك أن تتصدق به على نية صاحبه إذا كان مالاً، والله يتولانا وإياك.

جزى الله الشيخ خيراً على تفضله لإجابة الأسئلة، ونسأل الله عز وجل أن يجعلها في موازين أعماله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <  ج:
ص:  >  >>