[مقارنة بين شباب السلف وشباب الحاضر]
شباب السلف نجومه: حمزة وأنس بن النضر وجعفر الطيار وابن رواحة وأسامة بن زيد وابن عباس وابن عمر.
عباد ليل إذا جن الظلام بهم كم عابد دمعه في الخد أجراه
وأسد غابٍ إذا نادى الجهاد بهم هبوا إلى الموت يستجدون لقياه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً يشيدون لنا مجداً أضعناه
الشاب عقبة بن نافع وعمره خمس وعشرون سنة يقف على المحيط الأطلنطي الذي ينفذ من أفريقيا إلى أوروبا، يقف موحداً مصلياً بسيفه يرفعه هكذا مع ظلال الشمس، ويقول: [[والله لو أعلم أن وراء هذا الماء أرضاً لخضت بفرسي هذا الماء لأرفع لا إله إلا الله محمد رسول الله]] فتح أفريقيا، شكر الله سعيه، ورفع منزلته، ليتك تدري من شبابنا منهم من بلغ الثلاثين والأربعين وهو لا يعرف لماذا أتى ولماذا يعيش، وإلى أين يسير؟ لاهٍ لاهي لم يعرف رسالته في الحياة.
جعفر الطيار حمل سيفه، وهو شاب في الثلاثين، وذهب إلى مؤتة في أرض الأردن، فترجل للمعركة ولبس أكفانه ورفع سيفه ثم قاتل قتال الأبطال، فقتل في سبيل الله.
جعفر الطيار ليله سجود وتسبيح، ونهاره جهاد ودعوة، أتى إلى مؤتة فقطعت يمناه، فأخذ الراية باليسرى، فقطعت، فضم الراية فكسروا الرماح في صدره وأخذ يتبسم وهو يقدم إلى جنة عرضها السماوات والأرض ويقول:
يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها
أنس بن النضر يقول: [[إليك عني! والله! إني أجد ريح الجنة من دون أحد]] فيضرب ثمانين ضربة فيموت في سبيل الله:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} [مريم:٥٩] فخلف من بعدهم خلف جعلوا بدل التلاوة الغناء، وبدل مجلس الحديث المسرحية، ومكان المصحف المجلة الخليعة، ومكان التسبيح التجارة، ومكان التهجد البلوت، ومكان التقوى الفجور، ومكان حفظ الوقت ضياع الوقت.
فيا رب! أعد هذه الأمة إليك، من ينصر لا إله إلا الله إذا تولى شبابنا؟ من يرفع لا إله إلا الله في الدنيا؟
يا مسلمون: عطلة الصيف تستغل إما في جماعات تحفيظ القرآن، أن تخطط لنفسك في عطلة الربيع، أن تحفظ ثلاثة أجزاء أو أربعة أو ما يشابهها مع الجماعة الخيرية.
فالمساجد ترحب، والأساتذة موجودون، أو مع المخيمات الإسلامية وأنا أقول لأصحاب المخيمات -وفقهم الله-.
اعتنوا بتربية الشباب على العلم الشرعي، وعلى كتب السلف، وعلى سيرة السلف، وأخلاقهم ومنهجهم؛ عل الله أن ينفع بكم وبمخيماتكم، وهناك شباب رأوا أن يحصلوا بأنفسهم العلم مطالعة ودراسة وحفظاً، نسأل الله لنا ولهم التوفيق والهداية.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله الجليل العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.