هل لـ محمد إقبال ديوان مطبوع، إن كان كذلك فدلنا عليه؟
الجواب
مثل ما سلف في الكتب التي ذكرت فيها قصائد ومقطوعات، ولكن حسبك من شعره خمس أو ست قصائد, حتى يشعل في ذهنك معنى الأدب، وحتى تشعر أن هناك أدباً إيمانياً ليس أدب البطاطس والخيار والجرجير، فنحن عندنا أدب لكن أكثره أدب بطاطس وخيار وجرجير، أدب خلطة وأسمنت , أدب درجات حرارة وصيدليات مناوبة، ومن هذا القبيل؛ ولذلك فإن الجرائد ممتلئة بهذا وترمى في المزبلة في آخر النهار، رأيت ما يقارب أربعة وعشرين قصيدة نشرت في أسبوع في الصحف اليومية، وحاولت أن أجد بيتاً جميلاً، أو أحفظ شيئاً جميلاً، فما وجدت شيئاً جميلاً, وجعلناه في سلة المهملات، وأطلعكم على قليل من هذا الأدب:
انظر الفجر زاهي بالوفا قد تجلى مثل وجه المصلي عقب فرض الصلاة
جدهم عمرو والفاروق وابن المعلا ناصر الدين يوم الكفر طاغ وعاتي
وبعض الناس يقول: لا تعارض الأدب النبطي.
صحيح ربما يصلح للنبط وللعوام, ولكن لمثلكم وأنتم مثقفون وطلبة علم، وفضلاء، أيصبح معيننا أن نسمع للبدو في كل صحيفة ونحفظ أشعارهم؟ أو أدب حداثي ممجوج لغة, ولفظاً، وإيماناً، ومعنى، وكل شيء، مثل قولهم:
للنملة ثدي سال ثدي النملة باللبن
أنا ذبابة الليمون أطير من شجرة إلى شجرة
نمت على سفح الفيل، طار بي الفيل في وديان الحب عاوزين إيه!