ومن صفاتهم: تولي أعداء الله عَزَّ وَجَلَّ ومعاداة أولياء الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وقد ذكر هذا عنهم في القرآن، يقول سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً}[النساء:٥١ - ٥٢] فالعلماني يتولى الكافر ويقول: هو أحسن من المؤمن سبيلاً، وكم نسمع من التعليقات، ينظر إلى الشارع فيقول: الشارع في واشنطن أحسن من شارعنا هذا المكروه، وشبكة الكهرباء هناك أحسن من هنا، والناس مشيهم هناك أحسن، وهؤلاء لا يعرفون المشي ولا يعرفون الجلوس، الناس والعالم يتطورون وهؤلاء مازالوا على حالتهم القديمة، كلما تكلمنا له بشيء نقلنا إلى الغرب، ويرى أن منهج الغرب أسد وأحسن، حتى تجدوا الآن أنهم يدعون إلى أن تقود المرأة السيارة، ولعلكم سمعتم بالأخبار الأخيرة التي وقعت، وأخذوا لا فتات، وكان من الكلمات المؤسفة التي أصبحت منهجاً لبعض المتخلفين كلمات نزار قباني -حاسبه الله- يقول للمرأة:
يجوز أن تثوري
يجوز أن تعربدي
يجوز أن تخرجي إلى السكة
كسلة السيف عريانة
وتولي أعداء الله عَزَّ وَجَلَّ هزيمة نفسية أصبنا بها في العموم الغالب، والآن انظر وأنت في المطار، تريد أن تركب -مثلاً- ومعك في السير خواجة أو أي غربي أو أي كافر تجد حتى الجندي من الهزيمة النفسية التي يحملها قد يقدم عليك الخواجة: هلو مستر خواجة، بينما إذا أتى إليك أنت -وأنت ابن لا إله إلا الله وأنت معه وحبيبه وأخوه- يتقطب جبينه في وجهك، ولا يتعامل معك بالتي هي أحسن، ورأينا بعض الناس قدم علينا نساء غربيات في الطابور، فقلت له: على الأقل هم نساء، إذا كنت لا تعاملنا بلا إله إلا الله وتعاملنا بلا إله والحياة مادة، على الأقل نحن رجال فأدخلنا، قال: هؤلاء الأجانب لهم علينا حق الاحترام والتقدير، فنحن ننظر إلى المستعمر أنه الذي لا يغلب، وكأن هذا الأشقر ملك نزل من السماء، ويقول سبحانه:{الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً}[النساء:١٣٩]{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}[المنافقون:٨] لا يدرون بهذا، ولا يدري بها إلا أهل المسجد من أمثالكم يا طلعات الخير ويا سيما الفضيلة ويا منائر الحق.