للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[معنى التقوى]

قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: ((لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:٢١] قال أهل العلم: تتقون فتعرفون لا إله إلا الله.

وقال بعضهم: تتقون فتعرفون أنه لا يستحق العبادة إلا الله.

وقال بعضهم: تتقون الله وتتقون غضبه وعذابه.

وكل الأقوال تدور في كلمة، ومن أحسن المنازل تقوى الله، وأنت أوص نفسك بها صباح ومساء.

ينسب لـ علي بن أبي طالب أنه قال لما قيل له: ما هي التقوى؟ فقال: [[التقوى: الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والاستعداد ليوم الرحيل، والرضا بالقليل]].

وقال عبد الله بن مسعود: [[تقوى الله: أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر]].

وقال طلق بن حبيب [[التقوى: هي عمل الحسنة بنور من الله ترجو رحمة الله، والكف عن المعصية على نور من الله تخاف عذاب الله]].

وقال ابن كثير: التقوى: هي أداء ما أمرت بأدائه، واجتناب ما نهيت عن اجتنابه.

وقال ابن تيمية: التقوى: هي إتيان المأمورات واجتناب المنهيات وتصديق الأخبار.

وقال بعض أهل العلم من أهل السنة: التقوى هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية.

والوقاية عند العرب تسمى: الستر الواقي، والحجاب وقاية، ويسمى ما يتخمر به وقاية، قال لبيد بن ربيعة:

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتناولته واتقتنا باليد

يعني: جعلت بيننا وبينها وقاية بيدها، وقد أورد هذا الشاهد ابن جرير وغيره من المفسرين.

قال سبحانه: من هو الله؟ تعريف الله عند خلقه يكون بنعمه؟

ولذلك أكبر ما يُعرف سُبحَانَهُ وَتَعَالَى بنعمه، فإن آثاره في الكون من النعم هي التي تدل عليه، فقد عرف عباده بالسماء، وعرفهم بالأرض وبالأمطار والرزق والثمرات -وهذا سوف يأتي- وعرفهم بنعمة الليل والنهار، ونعمة النوم واليقظة، وقد ذكر ابن كثير عند هذه الآية فصلاً طويلاً وأنا لا أذكره هنا، لأني كررته كثيراً ودليل القدرة ذكره عن مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة، وقد كررته فيعاد إلى الدروس السابقة في التفسير وقد أوردت هذا الكلام من تفسير ابن كثير، فلا أكرره.

وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد

فيا عجباً كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد

<<  <  ج:
ص:  >  >>