للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم لأناس يعذبون وتفسيرها]

قال محمد عليه الصلاة والسلام -وفي هذا الحديث اسمع إلى رؤياه في المنام يذكر هذه الرؤيا سمرة بن جندب رضي الله عنه وأرضاه- قال: {رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي} أي: رأى البارحة صلى الله عليه وسلم رجلين في المنام وهما ملكان لكن جاء بها صلى الله عليه وسلم على الظاهر مما رأى.

قال: {رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي} أخذا بيدي محمد عليه الصلاة والسلام في النوم فذهب معهما، {فأخرجاني إلى الأرض المقدسة} قيل: بيت المقدس وقيل: غيرها، لكن أرض مقدسة، وبعضهم يقول: أرض الجنة لكن هذا بعيد {فإذا رجل جالس، ورجل قائم على رأسه بيده كلوب من حديد} هذا الرجل جالس وفوقه رجل قائم، معه كلوب من حديد والكلوب هذا منحني الرأس كالمنزاع الذي ينزع به اللحم، {قال: فيدخله الواقف في شدقه} في طرف فمه {حتى يخرجه من قفاه} الله المستعان! يدخل هذا الكلوب فيجره جراً حتى يخرج من قفاه {ثم يخرجه فيدخله في شدقه الآخر، ويلتئم هذا الشدق فهو يفعل ذلك به، فقلت: ما هذا؟} فهو يجر هذا الشدق حتى يجعله في القفا، ثم يخرج المنزاع والكلوب فيدخله هنا، فيجره حتى تخرج من القفا فلا يخرج من هنا حتى يلتئم ثم يعود للأول وهكذا يلعب به ويفعل {قلت: ما هذا؟} يقول عليه الصلاة والسلام للرجلين: ما هذا {قالا: انطلق} يقولان: امش معنا وإن أمامك أخباراً وأعاجيب قال: {فانطلقت معهما، فإذا رجل مستلقٍ على قفاه} ممدود على قفاه هكذا مضطجع على قفاه، {ورجل قائم بيده فهر حجارة مدحرجة} حجارة مدورة بيد القائم، ومعنى فهر: وهو ما كبر من الحجارة على ممسك الكف، أو صخرة أكبر من ذلك على الرأس {يشدخ بها رأسه} يشدخ رأس الجالس يوقع الصخرة عليه فينشدخ رأسه، فيضخ دمه ولحمه وعصبه، {فيتدهده} أي: يتدحرج الرأس {يتدهده الحجر فيسعى فيأخذ الحجر؛ فإذا ذهب ليأخذه عاد رأسه كما كان} لا يمكنه أن يذهب ليأخذ الحجر إلا وقد صنع رأس هذا ما شاء الله وعاد كما كان {فيصنع مثل ذلك فيرضخة كذلك، فقلت: ما هذا؟} يقول: فسرا لي هذا؟ {قالا: انطلق} أمامك أخبار وأعاجيب {قال: فانطلق معهما فإذا بيت مبني على بناء التنور} بيت مبني على شكل الهرم بداخله موقد بحرارة ونار مدلهمة يأكل بعضها بعضاً {أعلاه ضيق وأسفله واسع} هذا التنور مخروطي الشكل -هرمي الشكل- أعلاه ضيق، وأدناه وأسفله واسع، وفيه نار {يوقد تحته نار فيه رجال ونساء عراة في داخل النار، فإذا أوقدت ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا} إذا أشعلت النار تقافزوا يريدون الخروج؛ لكنه ضيقِّ لا يجدون فتحة من أعلاه يخرجون منها {ولهم أصوات حتى يكادوا أن يخرجوا، فإذا أخمدت رجعوا فيها، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: انطلق فانطلقت، فإذا نهر من دم} نهر يجري لكنه دم أحمر {فيه رجل يسبح على شاطئ النهر رجل بين يديه حجارة} على الشاطئ -على الساحل- رجل يتصدى لهذا الرجل الذي يسبح {كلما رفع رأسه ألقمه حجراً في فمه، فينغمس هذا في الدم، ثم يظهر، فيلحقه حجراً فينغمس وهكذا} الحجارة تتلاحق وهذا في الدم ويرفع رأسه -أحياناً- فيقبل الرجل الذي في النهر، فإذا دنا منه ليخرج رمى في فيه حجراً، {فرجع إلى مكانه، فهو يفعل ذلك، فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقت، فإذا روضة خضراء} بستان أخضر، وروضة فيحاء كثيرة الخضرة فيها ماء {وإذا فيها شجرة عظيمة، وإذا شيخ في أصلها حوله صبيان} شجرة وسط الروضة، وشيخ جالس عند الشجرة وحوله صبيان صغار أطفال {وإذا رجل قريب منه بين يديه نار} رجل قريب من الشيخ بين يديه نار {فهو يحسها ويوقدها} هذا الرجل يوقد النار وهذا الشيخ تحت الشجرة {فصعدا بي في شجرة، فأدخلاني داراً لم أرَ داراً قط أحسن منها، فإذا بها رجال وشيوخ وشباب، وفيها نساء وصبيان، فأخرجاني منها -من الدار هذه- فصعدا بي في الشجرة، فأدخلاني داراً هي أحسن وأفضل! فيها شيوخ وشباب، فقلت لهما: إنكما قد طوفتماني منذ الليلة} أي: أنا كنت معكم في رحلة وقد مررت بمناظر {فأخبراني عما رأيت، قالا: نعم} أي: انتظر منا الخبر، وهما: جبريل وميكائيل عليهما السلام، وسوف يخبرانه.

كان هذا هو موجز الرؤيا، وإليكم تفسير هذه الأحلام.

<<  <  ج:
ص:  >  >>