الحديث الرابع: حديث طريف وهو في الصحيح، وهي مقابلة ساخنة حارة بين أبينا آدم وبين موسى عليه السلام, وبينهما في الميلاد آلاف السنوات، لكنهما التقيا التقاء بديعاً رائعاً نقله لنا عليه الصلاة والسلام، وأهل السنة يختلفون في مكان التقائهما بعضهم يقول: في قبورهم، وبعضهم يقول: في البرزخ، والصحيح إن شاء الله أنهم التقوا في السماء.
فالتقى موسى مع أبيه آدم، وموسى عليه السلام كان جريئاً وشجاعاً يسأل أسئلة هائلة، ولذلك لما كلمه الله عز وجل:{قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}[الأعراف:١٤٣].
{التقى بآدم، فقال موسى: أنت أبونا؟ قال: نعم.
قال: خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، ونفخ فيك من روحه، فخيبتنا وأخرجتنا من الجنة, نهاك الله أن تأكل من الشجرة فأكلتها، قال آدم: من أنت؟ قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل، قال: نعم.
قال: أنت الذي كتب الله لك التوراة بيده -وهذا ثابت في الصحيح- وكلمك وشرفك برسالاته, بكم وجدت أن الله كتب علي ذلك قبل أن يخلقني؟ قال: وجدته كتب عليك ذلك قبل أن يخلقك بأربعين سنة، قال: أتلومني في شيء قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة أن آكل من الشجرة فيحكم الرسول عليه الصلاة والسلام بينهما بقوله: فحج آدمُ موسى} يعني غلبه وبعض القدرية يقولون: فحج آدم موسى، يعني بنصب آدم يجعلونه مفعولاً به والغالب يجعلون موسى انتصر على آدم.