[الحرص على الدنيا وإهمال الدين]
وجد من بعض الناس أنه يتحمس للقضايا الدنيوية فلو ضيع ابنه عشرة ريالات لأقام الدنيا وأقعدها على تضييعها ولكن ابنه لا يصلي ويدخن ويستمع الغناء الماجن صباح مساء، ولا يقرأ القرآن، وهو مع العصابات المنحرفة في المقاهي والمنتديات ومع ذلك لا يغضب! فأي قلب هذا؟!
من يهن يسهل الهوان عليه مالجرح بميت إيلام
يا أيها الإخوة الأخيار! ويا أيها الأبطال! يا أبناء من رفعوا لا إله إلا الله، ووزعوها على البشرية! إنني أسألكم بالله العظيم، أن نعرف مسئوليتنا ومهمتنا وقصدنا في الحياة الدنيا؛ وإذا عرفنا ذلك نفعنا أمتنا وبلادنا وقدمنا أنفسنا، وإلا لو كانت المسألة مسألة تقدم مادي وحضاري دنيوي لغلبنا الكافر فإننا لم نصنع سيارة ولا طيارة ولا صاروخاً ولا برادة ولا ثلاجة، لكننا أتينا لنصنع القلوب، ولنقدم للناس إسلاماً وديناً يقول كريس مرسون: أعطيناكم الطائرة والصاروخ والثلاجة والبرادة وأنتم لم تعطونا الإسلام.
فهم يريدون الإسلام لقد أخفق كل دين في الساحة إلا دين الإسلام
فقد جربت العلمانية فإذا هي لعنة!
وجربت النصرانية المحرفة فإذا هي لعنة! وجربت اليهودية المحرفة فإذا هي لعنة! وجربت الشيوعية فإذا هي لعنة!
وأتى الناس يدخلون في دين الله، ولكن كثيراً من شبابنا الآن بدا معجباً، وبدا -عياذاً بالله- يحاول أن يخرج، وإذا كان شباب هذه الجزيرة يفكرون في بعض الأمور، فمن يحفظ هذا الدين؟! الجزيرة هذه هي التي خرج منها الإسلام، وقدرها الإسلام فهي مهبط الوحي -بلا تعصب- أبناؤها حملة نور التاريخ الذين تكلموا على منبر الدهر، وأسمعوا أذن الدنيا.
فيا إخوتي في الله: هذه معلومات ليست بغريبة عليكم ولا جديدة، ولكن من باب الذكرى والاتعاظ؛ علّ الله أن يرحمنا لأن المعاصي قد كثرت، وسببها ترك الصلوات الخمس، ولذلك كتب عمر إلى سعد في القادسية: [[الصلاة الصلاة! فإن عدوكم لن يغلبكم إلا بمعاصيكم]].
إخوتي في الله: أسأل الله أن يغفر لي ولكم الذنوب والخطايا، وأن يجعلنا صالحين مصلحين، مصلين صائمين، ذاكرين عابدين:
يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا وارحم أيا رب ذنباً قد جنيناه
كم نطلب الله في ضر يحل بنا فإن تولت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا فإن رجعنا إلى الشاطي عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي دعة فما سقطنا لأن الحافظ الله