الحب فيض من الله ينزله في القلوب، والحب شجرة، وعلى الحب تبنى البيوت، وعلى الحب تصلح الزوجات والأولاد، وبالحب يسمع الطالب من المعلم، وبالحب تنقاد الرعية للراعي، وبالحب تسير الحياة.
الرسول عليه الصلاة والسلام كان يغرس الحب في القلوب، ففي الصحيحين من حديث سهل بن سعد قال: أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر ليفتح خيبر، فذهب أبو بكر وأخذ الراية يحملها رضي الله عنه وأرضاه، فحاول أن يفتح خيبر فما فتحت له، لسر أراده الله، وإلا فـ أبو بكر أفضل الصحابة بلا شك، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية في اليوم الثاني عمر بن الخطاب، وقال: اذهب لعل الله أن يفتح عليك خيبر، فذهب وحاصر وحاول أن يفتح حصون خيبر فما استطاع، فاغتم الصحابة، وحزنوا رضوان الله عليهم، الحصار امتد وطالت المشقة والجوع والكلفة، فباتوا في ليلة طويلة بطيئة النجوم.
وليلٍ أراح الليل عازب همه تضاعف فيه الحزن من كل جانب
فقال عليه الصلاة والسلام وسط الليل:{لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله} من الجانبين؛ حب لله ولرسوله، وحبُّ من الله ومن رسول الله، وهنا وقفة -يا أبرار- عند الحب ما هي ضوابطه؟
كان هناك محاضرة ألقيت في المدينة وألقيت في الطائف، لكن أعيد عناصرها على عجالة.