[يجوع النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه فيأتون إلى أبي أيوب الأنصاري]
وتستمر الأيام وفي بعض الروايات أنه المقصود بالقصة الآتية: يجوع عليه الصلاة والسلام لما انتقل إلى بيته ويحاصره الجوع فلا يجد في بيته عليه الصلاة والسلام لقمة ولا تمرة ولا قطعة تُؤكل، فيخرج عليه الصلاة والسلام إلى الطريق وإذا بـ أبي بكر وعمر واقفان أمامه عليه الصلاة والسلام قال: ماذا أخرجكما الآن؟ قالا: والله يا رسول الله ما أخرجنا إلا الجوع قال: وأنا أخرجني الجوع -الذي حرر الجزيرة العربية وما جاورها وفتح الدنيا يجوع فلا يجد تمرة، ولا لقمة، ولا خبزة في بيته، الذي سلم مفاتيح الدنيا لأتباعه لا يجد كسرة في بيته!! قال: هيا بنا، وذهبوا جميعاً ودخلوا على أبي أيوب في مزرعته وكان غائباً وامرأته حاضرة، قال عليه الصلاة والسلام وهو يعرفها: أين أبو أيوب؟ قالت: ذهب يستعذب لنا الماء، فأتى أبو أيوب وإذا الرسول عليه الصلاة والسلام وصاحباه على البساط.
هل هناك ضيوف في الدنيا أعظم من الثلاثة؟ هل سمعتم أن ثلاثة اجتمعوا منذ أن خلق الله السماوات والأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أشرف من الثلاثة؟ لا.
ماذا فعل أبو أيوب؟ ألقى الماء والقربة وأخذ يبكي من الفرح وقال: مرحباً والله ما أحد أسعد مني ضيوفاً هذا اليوم، ثم ذهب يأخذ عذقاً من النخل ويذبح شاة ويشوي ويطبخ ويقدم فهو مضياف الإسلام، حظه في الضيافة أن يشبع خير بطن خلقها الله، وأن يروي خير كبد خلقها الله؛ كبد وبطن محمد عليه الصلاة والسلام.