أثناء الكلام عن سورة آل عمران قلنا: إن سورة آل عمران، تفصل في محورها من سورة البقرة وهو المقدمة، وفي امتدادات معاني هذه المقدمة في السورة. ورأينا نماذج ذلك. ولقد رأينا في المقطعين، الأول والثاني من سورة النساء، كيف أن سورة النساء تفصل في محورها من سورة البقرة وفي امتدادات هذا المحور في سورة البقرة.
ومن ثم، فكثير من القضايا التي جاءت في سورة البقرة، والتي هي ذات صلة بالعبادة والتقوى. تأتي هاهنا تفصيلات، أو توضيحات في شأنها. وقد أدخل هذا المقطع في قضية العبادة، والتقوى، والإيمان، والعمل الصالح. ألا نأكل أموال بعضنا بالباطل.
وألا نقتل أنفسنا، وألا يتمنى النساء ما أعطيه الرجال، والإحسان إلى أصناف من الناس، وتحريم الاختيال والفخر والبخل. كما عرض المقطع في سياقه لأمور أخرى.
ولو أردنا أن نبرهن على ما ذهبنا إليه، من أن سورة النساء تفصيل لمحورها من سورة البقرة، ولامتدادات هذا المحور. فإننا نقول: إن محور سورة النساء من سورة البقرة هو: يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ..... هُمْ فِيها خالِدُونَ. وفي سورة البقرة نجد من امتدادات المحور: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ