للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التخلف وَهُمْ أَغْنِياءُ فليسوا ضعفاء ولا مرضى رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ أي رضوا بالانتظام في جملة الخوالف أي: النساء جمع خالفة وَطَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ العلم النافع المؤدي إلى جنات النعيم

يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ من غزوكم وحربكم، محاولين أن يقيموا لأنفسهم عذرا باطلا قُلْ لا تَعْتَذِرُوا بالباطل لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ أي لن نصدقكم، فلا فائدة لكم في اعتذاركم إذ غرض المعتذر أن يصدق فيما يعتذر به، ثم بين سبب عدم تصديقهم قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ هذه هي علة انتفاء تصديقهم أنه تعالى أوحى إلى رسوله بأخبارهم وما في ضمائرهم، فكيف يعقل بعد ذلك تصديقهم في معاذيرهم وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ أتتوبون أم تثبتون على كفركم وعملكم الكافر ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أي تردون إليه وهو عالم كل سر وعلانية فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فيجازيكم على حسب ذلك

سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ أي رجعتم لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ أي لتتركوهم ولا توبخوهم فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ أي فاتركوهم وأهملوهم، ثم علل سبب الأمر بذلك بقوله إِنَّهُمْ رِجْسٌ فلا تنفعهم موعظة ولا يصلحهم شئ، لأنهم أنجاس لا سبيل إلى تطهيرهم وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ أي ومصيرهم النار أي وكفتهم النار عقوبة جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ أي يجزون بالنار جزاء كسبهم

يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ أي هذا هو هدفهم الحقيقي بالحلف، طلب رضاكم لئلا تتضرر بغضبكم دنياهم فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ أي إن رضاكم لا ينفعهم إذا كان الله ساخطا عليهم وكانوا عرضة لعاجل عقوبته وآجلها، وإنما قيل ذلك لئلا يتوهم أن رضى المؤمنين يقتضي رضا الله عنهم، ولما كان المتخلفون من الأعراب بغير عذر قسمين، قسما اعتذر وقسما لم يكلف نفسه حتى عناء الاعتذار، فإن الله تعالى في هذا السياق أعطانا التصور الصحيح عن الأعراب خاصة وأن كثيرين من الناس قد يتوهمون أن أهل البادية أكثر صفاء ونقاء، وأجود استعدادا، فجاءت الآيات تبين أن هذا يصدق على القليل منهم

الْأَعْرابُ أي أهل البدو أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً أي من أهل الحضر، لجفائهم وقسوتهم وبعدهم عن مجالس العلم وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا أي وأحق بألا يعلموا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ يعني حدود الدين، وما أنزل الله من الشرائع والأحكام وَاللَّهُ عَلِيمٌ بأحوالهم حَكِيمٌ في إمهالهم

وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ أي ما يتصدق به مَغْرَماً أي غرامة وخسرانا، لأنه لا يدفع زكاته ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>