بعد سورة المائدة تأتي سورة الأنعام في القسم الأول من أقسام القرآن، وهي مبدوءة بقوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وهاهنا بعد سورة الأحزاب- التي فصلت في محور سورتي النساء والمائدة- تأتي سورتان مبدوءتان بقوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ* هما سورتا سبأ وفاطر، ومن ثمّ فالسورتان تفصّلان في محور سورة الأنعام الذي هو:
إلا أننا نلاحظ بشكل واضح أن هاتين الآيتين اللتين شكلتا محور سورة الأنعام، هما الآن يشكّلان محورين لسورتي: سبأ وفاطر، فالآية الأولى تشكّل محور سورة سبأ، والثانية تشكّل محور سورة فاطر، يظهر هذا بأدنى تأمّل:
فالملاحظ أن سورة سبأ تبدأ بمقدمة، ثم يأتي قوله تعالى: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ ....
وهو موضوع له علاقة بقوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
ومن ثمّ قلنا: إن كلّا من السورتين تفصل آية من الآيتين فصّلت فيهما سورة الأنعام المبدوءة بنفس بداية السورتين، ومن ارتباط الآيتين ببعضهما في المعنى، ومن تفصيلهما من قبل سورة الأنعام، ومن البداية المشتركة بين سورة الأنعام وسورتي سبأ وفاطر نتوقع أن هنا تداخلا في التفصيل؛ لأن سورة فاطر تفصّل في حيّز محور