قال ابن كثير: قيل: يكون ذلك يوم القيامة يراها أصحابها كذلك لا سبيل لهم إليها.
أقول: وهذا الذي نرجحه، وهو دليل على أن الإبل تبعث.
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ أي: جمعت من كل ناحية، قال ابن كثير: يحشر كل شئ حتى الذباب، رواه ابن أبي حاتم، قال النسفي: قال قتادة: يحشر كل شئ حتى الذباب للقصاص فإذا قضي بينها ردت ترابا فلا يبقى منها إلا ما فيه سرور لبني آدم كالطاوس ونحوه، أقول: لا يدخل في اسم الوحوش الذباب وغيره من الحشرات والجراثيم، وقد رجحنا في سورة الأعراف أن ما يحشر هو ما كان من غير أصناف الحشرات والجراثيم وهاهنا ذكرت الوحوش، وذكرت العشار، ونؤثر أن نبقى عند النص.
وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ قال النسفي: أي: ملئت وفجر بعضها إلى بعض حتى تعود بحرا واحدا.
أقول: لا يبعد أن يكون المراد أنها ملئت كأثر من تفجر الأرض وزلزالها بمادة البراكين المتفجرة من باطن الأرض وهذا في هذا المقام أليق بالمعنى. وقد ذهب إليه بعضهم كما ذكر الألوسي.
وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ أي: جمع كل شكل إلى نظيره، وقد سئل عمر عن قوله تعالى: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قال: يقرن بين الرجل السوء مع الرجل السوء في النار، فذلك تزويج الأنفس. وقال أكثر من إمام في التفسير: إن المراد بتزويج الأنفس تزويجها بأبدانها يوم القيامة
وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ والموءودة هي التي كان أهل الجاهلية يدسونها في التراب كراهية البنات. قال ابن كثير: فيوم القيامة تسأل الموءودة على أي ذنب قتلت؟ ليكون ذلك تهديدا لقاتلها، فإنه إن سئل المظلوم فما ظن الظالم إذن.
بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ قال النسفي: وفيه دليل على أن أطفال المشركين لا يعذبون، وعلى أن التعذيب لا يكون بلا ذنب.
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ أي:
فتحت. قال ابن كثير: (قال الضحاك: أعطي كل إنسان صحيفته بيمينه أو بشماله، وقال قتادة: يا ابن آدم تملي فيها ثم تطوى ثم تنشر عليك يوم القيامة، فلينظر رجل ماذا يملي في صحيفته). وقال النسفي: (والمراد صحف الأعمال تطوى صحيفة الإنسان عند موته، ثم تنشر إذا حوسب، ويجوز أن يراد نشرت بين أصحابها أي: فرقت بينهم).
وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ قال السدي: أي: كشفت. وقال الألوسي:
قلعت وأزيلت. وقال الضحاك: تكشط فتذهب.
وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ أي:
أوقدت إيقادا شديدا.
وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ أي: أدنيت من المتقين، أي: قربت إلى أهلها
عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ أي: علمت كل نفس ما أحضرت من خير وشر. قال ابن كثير: هذا هو الجواب أي: إذا وقعت هذه الأمور حينئذ تعلم كل نفس