بمناسبة الكلام عن النحل والعسل نقول: إن الكتب التي ألفت عن عجائب النحل ومملكته في عصرنا لا يمكن إحصاؤها، والكتب والمقالات التي كتبت عن الاستطباب بالعسل لا تكاد تحصى، وقد ألفت في ذلك رسائل جامعية وصدرت أبحاث علمية طبية عن جهات متخصصة كثيرة في هذا العالم، بحيث أصبح محل العسل في العلاج الطبي مشتهرا شهرة تبلغ حدّ البديهية في كل مكان في العالم، وندر أن تدخل مكتبة من المكتبات إلا وتجد فيها كتابا عن العسل والنحل، وفي هذه الفائدة أحب أن أنقل لك فقرات تزيد الإيمان من كتاب «النحلة تسبح الله» لمؤلفه محمد حسن الحمصي حفظه الله:
قال عن النحلة:
«إنها لربما تطير بضعة كيلو مترات، بل لربما وصلت في طيرانها هذا حول الخلية إلى حدود دائرة نصف قطرها أحد عشر كيلو مترات ثم تعود إلى خليتها من غير أن تضل»
«لقد وهب الله النحلة من حاسة الشمّ ما تستطيع به أن تميز الرائحة الخاصة بمجموعتها»
«إن الدلالة على مكان يحتاج إلى أمرين اثنين: أولهما التعبير عن المسافة، وثانيهما التعبير عن الاتجاه، فللتعبير عن المسافة .. تلجأ إلى نوعين من الرقص: أحدهما الرقص الدائري، والآخر الرقص الاهتزازي، وللتعبير عن اتجاه مصدر الغذاء بالنسبة للخلية، فإن الرقص الدائري يدل على أن الغذاء قريب، وحول الخلية (في حدود ٥٠
مترا) يمكن للشغالة رؤيته بمجرد طيرانها من الخلية، فلا حاجة لتحديد الاتجاه. أما في حالة بعد مصدر الغذاء فإن اتجاه الحركة المستقيمة في (الرقص الاهتزازي) يشير إلى اتجاه مصدر الغذاء، ويصنع مع الخط الشاقولي- تقريبا- الزاوية التي يصنعها الطريق مع الشمس. فتحفظ النحلات الشغالات مقدار هذه الزاوية. وتنطلق من مقرها متقيدة بالاتجاه المطلوب والمسافة المطلوبة. وهناك تعثر على نبع فياض من الرحيق.
والغريب في الأمر أن النحل يستعمل الشمس كبوصلة للوصول إلى مسكنه أو بستان عمله، تماما كما يفعل الإنسان.
...... فجعلت (يد الصانع الحكيم) لكل نحلة ثلاث عيون بسيطة تؤلف مثلثا رأسه إلى الأعلى، تستعملها للرؤية ضمن المسافات القريبة، داخل الخلية، أو لدى فحص