للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ* لاحظ صلة ذلك بقوله تعالى هنا: ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ.

٣ - فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ لاحظ صلة ذلك بقوله تعالى هنا: وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ ...

٤ - هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً لاحظ صلة ذلك بقوله تعالى:

وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً .... فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ ... وَشَجَرَةً .... وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً ...

[التفسير]

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ أي آدم مِنْ سُلالَةٍ السلالة الخلاصة لأنها تسل من بين الكدر مِنْ طِينٍ قال النسفي: (وقيل إنما سمي التراب الذي خلق آدم منه سلالة لأنه سل من كل تربة) وقال ابن كثير: (وقال قتادة استل آدم من الطين وهذا أظهر في المعني وأقرب إلى السياق، فإن آدم عليه السلام خلق من طين لازب وهو الصلصال من الحمأ المسنون وذلك مخلوق من التراب ..... )

ثُمَّ جَعَلْناهُ أي ثم جعلنا جنس الإنسان أي نسله نُطْفَةً فِي قَرارٍ أي في مستقر مَكِينٍ أي حصين وهو الرحم

ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً أي صيرناها علقة أي على شكل العلقة مستطيلة فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً أي صيرنا العلقة لحما يشبه المضغة فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً مما قرره علماء الأجنة في عصرنا أن أول الخلايا تشكلا في هذه المرحلة هي الخلايا العظمية وهذه المعاني سنعود إليها في الفوائد فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ قال ابن كثير: (أي ثم نفخنا فيه الروح، فتحرك وصار خلقا آخر، ذا سمع وبصر، وإدراك وحركة واضطراب). وقال النسفي: (أي أنشأناه خلقا مباينا للخلق الأول، حيث جعله حيوانا وكان جمادا، وناطقا وسميعا وبصيرا، وكان بضد هذه الصفات) وفي الآية كلام كثير سنراه في الفوائد فَتَبارَكَ اللَّهُ أي فتعالى أمره في قدرته وعلمه أَحْسَنُ الْخالِقِينَ أي المقدرين

ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ أي بعد ما ذكرنا من أمركم لَمَيِّتُونَ أي عند انقضاء آجالكم

ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ أي تحيون للجزاء

وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ قال النسفي: جمع طريقة وهي السموات لأنها طرق الملائكة، ومتقلباتهم. قال مجاهد في تفسير السبع الطرائق: يعني السموات

<<  <  ج: ص:  >  >>