للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(طه) لأنهما لاتحادهما واتفاقهما على شريعة واحدة كأنهما رسول واحد

أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ قال ابن كثير: أي أطلقهم من إسارك وقبضتك وقهرك، وتعذيبك، فإنهم عباد الله المؤمنون، وحزبه المخلصون، وهم معك في العذاب المهين، فلما قال له موسى ذلك أعرض فرعون هنالك بالكلية، ونظر إليه بعين الازدراء والفحص.

فعند ذلك قالَ فرعون أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً أي ألم تكن صغيرا فربيناك وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ وهي الفترة قبل قتله القبطي

وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ أي قتلك القبطي وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ أي الجاحدين. والمعنى: أما أنت الذي ربيناه فينا وفي بيتنا على فراشنا، وأنعمنا عليه مدة من السنين، ثم بعد هذا قابلت ذلك الإحسان بتلك الفعلة، أن قتلت منا رجلا، وجحدت نعمتنا عليك.

والملاحظ أن موسى حدد مطلبا رئيسيا من فرعون، وهو الإذن لبني إسرائيل في الخروج من مصر وهو مطلب سياسي، فقد كان الهدف هو تحرير بني إسرائيل من العبودية، والملاحظ أن فرعون فر من الجواب على هذا المطلب الرئيسي بتذكير موسى بنعمته عليه.

[ملاحظة مهمة]

في عصرنا وفي بلادنا حيث الصراع بين اليهود والعرب على فلسطين على أشده، يحاول كثيرون أن يحملوا على اليهود في كل العصور، والذي نقوله: إن اليهود عند ما كانوا مسلمين كانوا جزءا من الأمة الإسلامية في تاريخها الطويل، ولقد خرجوا من الأمة الإسلامية بكفرهم، وقد كفروا يوم رفضوا رسالة عيسى عليه السلام، وإذ كفروا فهم أعداؤنا ونحن أعداؤهم. وعلى هذا فكل يهودي بعد عيسى كافر، وقد تأكد هذا الكفر .. برفض اليهود لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبهذا الكفر خرجوا عن الأمة الإسلامية وأما إسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وداود وسليمان فهم أنبياؤنا ورسلنا، وأتباعهم منا ونحن منهم، فكل الرسل وكل خلفائهم على مدى

العصور، يشكلون أمة واحدة هي الأمة الاسلامية. ولنعد إلى التفسير والحوار الذي تم بين موسى وفرعون في الجلسة الأولى- جلسة تبليغ الرسالة ..

...

<<  <  ج: ص:  >  >>