للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصلون في بيعهم وكنائسهم. والخامسة هي ما هي. قيل لي: سل فإن كل نبي قد سأل. فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله» وفي صحيح مسلم ... عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لا يسمع بي رجل من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار.»

[ولنعد إلى التفسير الحرفي]

وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أي من بني إسرائيل. أُمَّةٌ أي طائفة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ أي يهدون الناس محقين أو بسبب الحق الذي هم عليه وَبِهِ يَعْدِلُونَ أي وبالحق يعدلون بينهم في الحكم كعبد الله بن سلام وأضرابه. وبعض المفسرين يغربون في هذا المقام، والحق ما ذكرناه في تفسيرها.

[فوائد حول المقطع]

١ - التبشير برسول الله صلى الله عليه وسلم، وموسى والسبعون يعتذرون عن عبادة العجل إشعار لهم: بأن أمة خيرا منكم هي التي تستحق رحمته الشاملة، وقد تم هذا التبليغ في موقف ليس فيه أمامهم ما يرون أنهم جديرون بهذه الرحمة الشاملة بعد إذ انحرفوا هذا الانحراف الفظيع.

٢ - وبمناسبة قوله تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ يذكر ابن كثير ما رواه الإمام أحمد عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: جاء أعرابي فأناخ راحلته ثم عقلها ثم صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى راحلته فأطلق عقالها ثم ركبها، ثم نادى: اللهم ارحمني ومحمدا ولا تشرك في رحمتنا أحدا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتقولون هذا أضل أم بعيره؟ ألم تسمعوا ما قال؟» قالوا: بلى قال: «لقد حظرت رحمة واسعة، إن الله عزّ وجل خلق مائة رحمة، فأنزل رحمة واحدة يتعاطف بها الخلق، جنها وإنسها وبهائمها، وأخر عنده تسعا وتسعين رحمة، أتقولون هو أضل أم بعيره؟».

٣ - بمناسبة قوله تعالى: وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ. قال ابن كثير: قال بعض العلماء: فكل ما أحل الله تعالى من المآكل فهو طيب نافع في البدن والدين، وكل ما حرمه فهو خبيث ضار في البدن والدين، وقد تمسك بهذه الآية الكريمة من يرى التحسين والتقبيح العقليين، وأجيب عن ذلك بما لا يتسع هذا الموضع له، وكذا احتج بها من ذهب من العلماء إلى أن المرجع في حل المآكل التي لم ينص على تحليلها ولا تحريمها إلى ما استطابته العرب في حال رفاهيتها. وكذا في جانب التحريم إلى ما استخبثته، وفيه

<<  <  ج: ص:  >  >>