للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[التفسير]

وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ قال ابن كثير: أي إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم. وقال ابن جريج: (أي) إلا ليعرفوني. أقول:

فمن لم يعرفه ولم يعبده فإنه يكون قد عطل الحكمة التي من أجلها خلق، وقد جاءت هذه الآية بعد ما عرض الله عزّ وجل علينا من آياته ما يشير إلى أن آيات الله في الكون وفي التاريخ تقتضي معرفة له، وتقتضي عبادة،

ثم قال تعالى: ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ أي: ما خلقتهم ليرزقوني، ولا ليرزقوا أنفسهم، أو يرزقوا واحدا من عبادي وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ سبحانه وتعالى، فهو المنزه عن كل افتقار

إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ لخلقه ذُو الْقُوَّةِ أي: ذو القدرة الكاملة الْمَتِينُ أي: الشديد القوة ... فإذا كان الأمر كذلك فإن الذي لا يعبده ظالم، ومن ثم فإنه يستحق العذاب في الدنيا والآخرة

فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا أي: لم يعبدوا الله ولم يقبلوا نذارة رسوله ذَنُوباً أي: نصيبا من عذاب الله مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ أي: مثل نصيب أصحابهم ونظائرهم من القرون المهلكة فَلا يَسْتَعْجِلُونِ أي: بنزول العذاب، قال ابن كثير: (أي فلا يستعجلون ذلك، فإنه واقع لا محالة)

فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ قال ابن كثير: (يعني: يوم القيامة) وهل (يوعد) في الآية آتية من الوعد، أو الوعيد؟ قولان في الآية. وقد رجح الألوسي في

كلمة (توعدون) الآتية في أوائل السورة أنها من الوعيد، وقد استأنس لذلك بختام سورة (ق) فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ.

[كلمة في السياق]

١ - نلاحظ أن السورة بدأت بقوله تعالى: وَالذَّارِياتِ ذَرْواً* ... إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ* وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ ونلاحظ أن السورة تنتهي بقوله تعالى:

فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ونلاحظ أنه ورد في الفقرة الأولى

<<  <  ج: ص:  >  >>