للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ نلاحظ أن المحور علل لوجوب العبادة، وطالب بالتوحيد بناء على أن الله عزّ وجل هو خالق الإنسان والأرض والسماء، ومنزل الماء، وفي المجموعة التي مرت معنا لفت الله عزّ وجل النظر بخلق الإبل على ما هي عليه، وبرفع السماء، ونصب الجبال، وبسط الأرض للتدليل على وحدانيته، وللإنكار على من يشرك به غيره في عبادته، وفي ذلك دعوة لعباده جميعا أن يعبدوه وحده ولذلك صلاته بمحور السورة.

[تفسير المجموعة الثانية]

فَذَكِّرْ قال ابن كثير: أي: فذكر يا محمد الناس بما أرسلت إليهم إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ قال النسفي: أي: ليس عليك إلا التبليغ

لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ قال ابن كثير: قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما: أي: لست عليهم بجبار، أي: لست تخلق الإيمان في قلوبهم، وقال ابن زيد: لست بالذي تكرههم على الإيمان

إِلَّا أي:

لكن مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ. قال ابن كثير: أي: تولى عن العمل بأركانه، وكفر بالحق بجنانه ولسانه

فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ وهو عذاب جهنم، والمعنى العام: لست بجبار عليهم، ولكن الله عزّ وجل هو الذي له القهر فيعذب من تولى وكفر العذاب الأكبر، وهناك اتجاه آخر تقديره: فذكر إلا من تولى وكفر، فهذا سيعذبه الله عزّ وجل، وليس عليك تذكيره

إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ أي: رجوعهم، وفائدة تقديم الجار والمجرور التشديد في الوعيد، وأن إيابهم ليس إلا إلى الجبار المقتدر على الانتقام

ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ قال ابن كثير: أي: نحن نحاسبهم على أعمالهم ونجازيهم بها إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

[كلمة في السياق]

١ - بعد أن بين الله عزّ وجل عاقبة المشركين، وعاقبة المؤمنين، وأقام الحجة على الكافرين، أمر الله عزّ وجل رسوله بالتذكير، وبين له أن الله عزّ وجل سيتولى الحساب والعقاب.

٢ - في قوله تعالى: إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ بيان لموقف بعض الناس من الأمر بالعبادة والتقوى إذ يتولون ويكفرون، ولذلك صلته بمحور السورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>