بعد المجموعة السابقة التي بين الله جل جلاله فيها أن الحذر لا يغني من القدر، وأن الموت والحياة بيد الله، وبعد الأمر بالقتال والإنفاق في سبيل الله، تأتي هذه المجموعة التي تبين أن الفئة القليلة المؤمنة تتغلب على الفئة الكثيرة الكافرة. وأنه لا بد من جهاد، وإلا لعم الفساد.
في الآية الأولى بيان لحال وصل إليها بنو إسرائيل، من ذهاب بلادهم، وسبي أولادهم. فطلبوا نتيجة لذلك من نبي لهم أن ينصب عليهم ملكا يقاتلون تحت إمرته.
وبفراسة النبي سألهم عما يتوقعه منهم، أنهم لو فرض عليهم القتال فسينكصون.
ولكنهم أصروا. وكان واقع الحال ما توقعه منهم، أن الأكثرية منهم نكصوا عن القتال.
- وفي الآية الثانية تم التعيين نزولا عند رغبتهم في أن يكون لهم ملك. وكان التعيين بناء على الخصائص المناسبة للحال. فهم يحتاجون إلى ملك يجتمع له العلم بالشريعة، وفن القتال، والقوة الجسدية كي يقوم بأعباء القيادة. وكان طالوت ذلك الرجل.
ولكنهم اعترضوا تعنتا، وكان الأولى بهم التسليم والطاعة لو كانوا مؤمنين حقا. وسبب اعتراضهم أنهم يتصورون أن الملك لا يستحقه أحد إلا بنسب أو مال. فبين لهم أن هذا اصطفاء الله واختياره، وتلك مشيئته، وهو واسع الفضل. يختص برحمته من يشاء. عليم بمن يستحق الملك، ممن لا يستحقه.
- وفي الآية الثالثة يبين الله عزّ وجل أنه قد أعطاهم معجزة. هي مجئ التابوت، تحمله الملائكة، كآية تزيد طمأنينتهم، ليزدادوا إيمانا بنبيهم، وليطمئنوا إلى