للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصول التي تساعد على الفهم والالتزام.

[فصول ونقول]

[فصل: في نزول السورة وفي بعض أسباب النزول]

يقول الألوسي: وأخرج أبو عبيد عن محمد القرظي قال: «نزلت المائدة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة، وهو على ناقته، فانصدعت كتفها فنزل عنها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذلك من ثقل الوحي». وأخرج غير واحد عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: المائدة آخر سورة نزلت، وأخرج أحمد، والترمذي عن ابن عمر: أن آخر سورة المائدة والفتح. وقد تقدم آنفا عن البراء: أن آخر سورة نزلت براءة، ولعل كلا ذكر ما عنده، وليس في ذلك شئ مرفوع إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، نعم أخرج أبو عبيد عن ضمرة بن حبيب، وعطية بن قيس قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«المائدة من آخر القرآن تنزيلا فأحلّوا حلالها، وحرّموا حرامها» وهو غير واف بالمقصود لمكان «من».

واستدل قوم بهذا الخبر على أنه لم ينسخ من هذه السورة شئ، وممن صرح بعدم النسخ عمرو بن شرحبيل، والحسن رضي الله تعالى عنهما، كما أخرج ذلك عنهما أبو داود، وأخرج عن الشعبي أنه لم ينسخ منها إلا قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وأخرج ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: نسخ من هذه السورة آيتان، آية القلائد. وقوله سبحانه:

فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وادعى بعضهم أن فيها تسع آيات منسوخات، وسيأتي الكلام على ذلك إن شاء الله. اه.

ويقول صاحب الظلال: «في روايات كثيرة أن هذه السورة نزلت بعد سورة الفتح .. وسورة الفتح معروف أنها نزلت في الحديبية في العام السادس من الهجرة ..

وفي بعض هذه الروايات أنها نزلت مرة واحدة فيما عدا الآية الثالثة، التي فيها:

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ .. فإنها نزلت في حجة الوداع في السنة العاشرة ..

ولكن المراجعة الموضوعية للسورة مع أحداث السيرة تكاد تنفي هذه الرواية التي تقول: إن السورة نزلت بكاملها بعد «الفتح» فضلا عن أن هناك حادثة من حوادث السيرة في غزوة بدر، تقطع بأن الآيات الخاصة بموقف بني إسرائيل مع موسى- عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>