إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ أي لوط ومتبعيه مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ أي يتنزهون عن القاذورات، فانظر ما أوقحهم، يعرفون أن ما عليه لوط وآله طهارة، ويعتبرونها ذنبا يستحق النفي
فَأَنْجَيْناهُ أي قدرنا فخلصناه من العذاب الواقع بالقوم وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها أي قدرنا كونها مِنَ الْغابِرِينَ أي من الهالكين مع قومها. قال ابن كثير:(لأنها كانت ردءا لهم على دينهم، وعلى طريقتهم في رضاها بأفعالهم القبيحة، فكانت تدل قومها على ضيفان لوط ليأتوا إليهم لا أنها كانت تفعل الفواحش تكرمة لنبي الله صلى الله عليه وسلم لا كرامة لها)
وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً أي حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ أي الذين قامت عليهم الحجة، ووصل إليهم الإنذار فخالفوا الرسول وكذبوه، وهموا بإخراجه من بينهم.
وبهذا انتهى المقطع الأول.
[كلمة في سياق المقطع الأول]
جاء المقطع الأول مؤلفا من خمس مجموعات: مقدمة وأربع قصص مرتبطة بالمقدمة من حيث إنه يظهر في القصص آثار علم الله وحكمته في موضوع الإلقاء إلى الرسل، والأخذ بيدهم، وكل ذلك في صيغة دروس تلقى لمحمد عليه الصلاة والسلام، وكان في المقدمة بيان لصفات المستفيدين من هذا القرآن الذى هو آيات الله المتلوة والمنزلة والملقاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذ تحدث السياق في المقطع الأول عن رسل الله المصطفين في معرض إلقاء القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم فإننا نلاحظ أن المقطع الثاني يبدأ بتوجيه أمر مباشر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. فالحمد لله على إلقائه القرآن وسلام على المرسلين الذين قص الله علينا في السورة نماذج عنهم. ثم تبدأ المجموعة الأولى من المقطع الثاني تعرفنا على الله منزل القرآن، والمصطفي من عباده من شاء، فلنر المقطع الثاني ثم نفسره متحدثين خلال ذلك عن السياق.