للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من هو خير منهم الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فنالوا شرف الدنيا والآخرة وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ في الدنيا والآخرة وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أي الفائزون بكل مطلوب

أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ نسأل الله ألا يحرمنا إياها وأن يجعلنا منها في الفردوس الأعلى. وهكذا وصفت هذه المجموعة من الآيات حال هؤلاء المنافقين في تخلفهم عن الجهاد، وما ينبغي أن يقابلوا به، وما هو حال الإيمان في مباشرة الجهاد.

[فوائد]

١ - بمناسبة قوله تعالى: قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا نذكر بالحديث الذي رواه الإمام مالك والبخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «نار بني آدم التي توقدونها جزء من سبعين جزءا من نار جهنم» فقالوا: يا رسول الله: إن كانت لكافية؟ فقال: «فضلت عليها بتسعة وستين جزءا» أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك به. ونذكر بالحديث الذي أخرجاه في الصحيحين عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لمن لا نعلان

وشراكان من نار جهنم يغلي منهما دماغه، كما يغلي المرجل، لا يرى أن أحدا من أهل النار أشد عذابا منه، وإنه أهونهم عذابا» أخرجاه في الصحيحين.

٢ - في سبب نزول قوله تعالى: وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً روى البخاري عن ابن عمر قال: لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله أن يعطيه قميصا يكفن فيه أباه، فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:

يا رسول الله تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما خيرني الله فقال اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ، إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ وسأزيده على السبعين». قال: إنه منافق، قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عزّ وجل آية وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ وكذا رواه مسلم.

وروى الإمام أحمد عن ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لما توفي عبد الله بن أبي، دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام إليه، فلما وقف عليه يريد الصلاة عليه، تحولت حتى قمت في صدره فقلت: يا رسول الله أعلى عدو الله عبد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>