١ - لاحظنا في الآيات القرآنية أن الله عزّ وجل أخذ آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات وقد رأينا فيما نقلناه من نصوص سفر الخروج تسليط البرد والجراد، ورأينا هلاك الماشية والزروع والثمار، فهل المراد بالنص القرآني هذا المذكور في سفر الخروج، أو المراد معنى أوسع لم يذكر؟ ليس عندنا نص عن رسولنا صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع فالمسألة تحتمل وتحتمل.
٢ - لاحظنا أن الله عزّ وجل ذكر في القرآن أنه أرسل على فرعون وقومه الطوفان والجراد والقمل والضفادع وقد رأينا فيما نقلناه موضوع الجراد والضفادع، أما الطوفان فقد رأينا البرد والمطر الكثير الذي لم يسبق أن نزل في مصر فهل هو الطوفان المذكور في القرآن؟ لاحظنا بأن كلام علماء التفسير أن الطوفان هنا يحتمل أن يكون الطاعون، ويحتمل أن يكون الموت، وقد رأينا أنه قد سلط على المصريين موت البكور، والبرد، والمطر، والطاعون، فهل هذه كلها دخلت تحت كلمة الطوفان ويكون المراد بالطوفان معناه اللغوي، وهو كل ما طاف وأحاط، هذا محتمل وعلى هذا الاحتمال تكون آية الظلام- في حالة صحة وقوعها- داخلة في هذا المعنى.
ولاحظنا أن المفسرين مختلفون في تفسير القمل في الآية هل هو صغار الجراد أو هو صغار القراد، وقد لاحظنا أنه قد ذكر في سفر الخروج تسليط البعوض والذباب ولم يذكر سفر الخروج كيف رفع البعوض، ولكنهم ذكروا كيف رفع الذباب فهل الآية واحدة عبروا عنها مرة بلفظ البعوض ومرة بلفظ الذبان، والملاحظ أنه أثناء الكلام عن البعوض قال السفر (وكان البعوض على الناس وعلى البهائم) فهل المراد بالقمل المذكور في القرآن هو البعوض والذبان أو هل المترجمون توسعوا في الترجمة. أو ليس المراد هذا أو هذا، والمراد شئ آخر وكتبة هذه الأسفار أخطئوا في النقل؟ ولولا أن المفسرين المسلمين ذكروا أكثر من معنى لكلمة القمل، ولولا أن اللغة العربية تحتمل، ما توقفنا في تحديد موقف مما ذكره سفر الخروج لأن الخلل واضح في كثير من مواطن هذا السفر وأظهر ما ترى الخلل في الإصحاحات التي نقلناها عند ما يتحدث عن موقف العرافين من الآيات التي يظهرها الله على يد موسى:
فمثلا: أثناء الكلام عن آية الدم يقول الإصحاح السابع: (وفعل عرافو مصر كذلك بسحرهم)، فهل فعلوا مثل آية الدم، أو أنهم عجزوا- كما هو العادة- في