للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلام بموضوع السورة كما سيأتي) ..

وكذلك كانوا يزاولون اللون الثالث من الشرك بإقامتهم لأنفسهم- عن طريق الكهان والشيوخ- شرائع وقيما وتقاليد، لم يأذن بها الله .. وكانوا يدّعون ما يدّعيه بعض الناس اليوم من أن هذا هو شريعة الله!».

فوائد: [حول الآيات (٢٢ - ٢٤)]

١ - إن أمر الله لرسوله صلّى الله عليه وسلّم أن يتذكر موقف المشركين يوم القيامة، وبراءتهم من كفرهم، وأمره بالاعتبار بذلك فيه تعزية لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتسلية عن موقف الكافرين منه، وفي ذلك أيضا عرض لنوع من أنواع القهر الإلهي، ولفت نظر إلى أن الدنيا وحدها ليست إلا وجها من أوجه التدبير الإلهي، ويظهر فيها بعض أنواع القهر، ولكن الآخرة هي الوجه الآخر.

٢ - يلاحظ أن هذه الجولة التي نحن فيها تتألف من آية هي مقدمتها ومجموعات، وقد رأينا أنّ المجموعة الأولى- وهي التي مرت معنا- فيها عرض لموقف من مواقف الكافرين في الدنيا، وبيان لموقف من مواقفهم في الآخرة حين يجزون جزاء مواقفهم في الدنيا، وفي المجموعة الثانية كذلك عرض لموقف من مواقفهم، ثمّ عرض لمواقف لهم يخزون فيها في الآخرة وهذه هي المجموعة الثانية

[المجموعة الثانية في الجولة]

وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ. أي: حين تتلو القرآن، أي يجيئون ليستمعوا قراءتك وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أي: أغطية أَنْ يَفْقَهُوهُ. لئلا يفقهوه وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً. أي: ثقلا يمنع السمع وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها لجحودهم وطبيعتهم الكافرة المتكبرة حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ الأساطير: هي الأكاذيب ومفردها أسطورة، والمعنى:

أنه بلغ تكذيبهم بالآيات إلى أنهم يجادلونك وينكرون، وفسر مجادلتهم بأنهم يقولون عن القرآن- الذي هو كلام الله- إنه أكاذيب

وَهُمْ. أي: المشركون يَنْهَوْنَ عَنْهُ. أي: ينهون الناس عن القرآن، أو عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم واتباعه والإيمان به وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ. أي: ويبعدون عنه بأنفسهم فيضلون ويضلون وَإِنْ يُهْلِكُونَ

<<  <  ج: ص:  >  >>